للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر الحديث: وأنزل الله آية التخيير. قال القاضي ، ولعله سقط واو العطف أي: وآية التخيير، ثم كرر ذكرها آخر الحديث.

وذكر مسلم حديث محمد بن عباد: نا عبد العزيز بن محمد، هو الدراوردي، عن حميد عن أنس، أن النبي قال: يعني الثمرة إن لم يثمرها الله فبم يستحلّ أحدكم مال أخيه (١)، كذا هو عند مسلم وغيره، من هذا الطريق. قال الدارقطني: هو وهم من ابن عباد والدراوردي، حين سمع ابن عباد منه، فإن إبراهيم بن حمزة رواه عن الدراوردي مفصولًا من كلام أنس. فقال: قلت لأنس: ما زهوه؟ قال: يصفرّ أو يحمرّ. قال: أرأيت إن منع الله الثمرة فبم يستحل أحدكم مال أخيه؟ وهذا هو الصواب، وكذا ذكره مسلم قبل هذا الحديث من رواية إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس وهو الصواب، وأما ابن عباد فأسقط كلام النبي وأتى بكلام أنس، ورفعه إلى النبي قال الدارقطني: وهو خطأ قبيح، وفي الجهاد (٢)، كان النبي إذا أمر أميرًا - إلى قوله - فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك فأقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وذكر التحول إلى بلاد المسلمين، وذكر الجزية، وهذه الثلاث خلال هي التي ذكر أولًا دعوتهم إليها فثم في قوله: ثم ادعهم زايدة مقحمة والصواب: ادعهم بإسقاطها تفسيرًا لقوله أولًا: ادعهم إلى ثلاث خلال، وكذا رواه أبو عبيد في كتاب الأموال وأبو داود وغيرهما بغير ثم، وفي فتح مكة زيادة للفارسي. قال أبو سفيان: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن - إلى قوله - قال رسول الله : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (٣) وهو غلط، والصواب ما لغيره من إسقاط تلك الزيادة، وفي الطواف بين الصفا والمروة (٤) أن الأنصار كانوا يهلّون في الجاهلية لصنمين، على شط البحر، يقال لهما: أساف ونائلة، كذا وقع عند شيوخنا، وعند ابن الحذّاء: يهلون في الجاهلية لمناة، وكانت صنمين على شط البحر، وهو كله وهم، والصحيح ما جاء في الأحاديث الأخر، وما في الموطأ والبخاري إنهم كانوا يهلون لمناة، وهي الطاغية التي كانت بالمشلل حذو قديد، من ناحية البحر، ولم يكن صنمين، وأما أساف ونائلة فلم يكونا قط بناحية البحر، وإنما كانا بمكة عند زمزم، وحيث الحطيم اليوم، وقيل: إنهما جعلا قبل ذلك على الصفا والمروة، وقد جاء في بعض الحديث أنهم امتنعوا من ذلك إذا كانا على الصفا والمروة، ولعل معناه لفعل الجاهلية ذلك قديمًا قبل أن يصرفها قصى إلى زمزم ولصق الكعبة وجاء الإسلام وهما عند الكعبة، وقد ذكرنا خبرهما وسبب وضعهما في هذه الأمكنة في حرف الهمزة، وأما في غير هذين الموضعين فلم ينصبا قط فيما بلغنا، وفي مسلم في فضل جرير بن عبد الله (٥): كان بيت يقال له: ذو الخُلَصَة وكان يقال له الكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال له رسول


(١) انظر مسلم في المساقاة حديث ١٧.
(٢) انظر مسلم في الجهاد حديث ٢.
(٣) انظر مسلم في الجهاد ٨٤، ٨٦.
(٤) انظر مسلم في الحج حديث ٢٥٩.
(٥) انظر البخاري في مناقب الأنصار باب ٢١، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٣٦، ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>