للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أن يبتليهم. كذا ضبطناه على متقني شيوخنا مهموزاً، أي ابتدأ الله ابتلاءهم، يقال: بدأ يبدأ وابتدأ وابدأ لغة أيضاً، وكثير من شيوخ المحدثين ورواة البخاري يروونه: بدا مقصوراً وهو خطأ لأنه من البدأ، وهو الظهور للشيء بعد أن لم يكن ظهر قبل، وذلك لا يجوز على الله تعالى إذ هو المحيط علماً بما كان وما لم يكن، كيف يكون، لا يخفى عليه شيء في الأرض. إلا أن يراد باللفظة هنا معنى أراد على تجوز في اللفظ، وقد جاء في رواية مسلم أراد الله أن يبتليهم. وأما قوله في حديث عثمان بدا لي ألا أتزوج، فهذا بمعنى ظهر لي ما لم يظهر، وهذا يليق بالبشر وأن يرى رأياً بعد أن لم يره، والاسم منه البدأ يمد ويقصر والمد أكثر. وقوله: فأُتِيَ ببدر فيه خَضِرَاتٌ من بُقول (١).

وفي رواية: فيه بقل. كذا هي الرواية الصحيحة بدر بالباء والدال، أي بطبق. وكذا رواه أحمد ابن صالح عن ابن وهب في حديثه وفسره بما تقدم، وذكر البخاري أيضاً أن ابن عفير قاله عن ابن وهب: بقدر. بالقاف، وذكر غيره مثله عن أبي الطاهر وحرملة عنه، والأول الصواب.

قوله: خرجت بفرس طلحة أبديه (٢). كذا رواه بالباء بعضهم عن ابن الحذّاء، وكذا قاله ابن قتيبة، أي أخرجه إلى البدو وأبرزه إلى موضع الكلاء، وكل شيء أظهرته فقد أبديته، ورواه سائرهم: أندّيه، بالنون والدال مشددة، وهو قول أبي عبيد وهو أن تورد الماشية الماء فتبقى قليلاً، ثم ترد إلى الرعي ساعة ثم ترد إلى الماء.

وقوله: في حديث جابر: فنحر ثلاثاً وستين بَدَنة. كذا لابن ماهان بالنون، ولغيره: بيده بالياء والأول الصواب، وبقية الحديث يدل عليه وإن كانا صحيحي المعنى.

وفي باب من لبس جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من تحت بدنه. كذا لهم، والبدن درع قصيرة عند أهل اللغة، والمراد بها هنا غيرها من الثياب، كما جاء عند ابن السكن من تحت جبته.

في غزوة بدر قول البراء: استُصْغِرتُ أنا وابن عمر يوم بدر. كذا جاء هنا، وفي رواية ابن نافع عن ابن عمر: أنه عرض يوم أحد فلم يجز. قال القابسي: هذا الصواب وإخباره عن نفسه أبين من حكاية البراء عنه. وفي كتاب الحيل: لقد كدت أن أباديه.

بالباء وقد ذكرناه، وعند النسفي وأبي الهيثم: أناديه: بالنون وكذلك عند ابن الحذّاء، والوجه الأول.

وفي كتاب التفسير فاطر: والبديع والمبدع والبادئ والخالق واحد. كذا عند أبي ذر وبعضهم، وعند أبي الهيثم والأصيلي وآخرين.

والبارئ: واحد بالراء وهو أشبه وأصح إن شاء الله.

وفي الفدية لما أصابه المحرم من الطير والوحش: في بيضة النعامة عشر ثمن البدنة. كذا ليحيى، ولابن بكير: عشر ثمن النعامة.

والصواب الأول، وقد يخرج معنى الثاني: ويرد إليه، أي قيمة النعامة في الفدية وعدلها، وذلك بدنة فعليه عشرها لا أنه أراد قيمتها نعامة فقط.


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٦٠، والاعتصام باب ٢٤، ومسلم في المساجد حديث ٧٣، بلفظ: "أُتي بقدر فيه خضرات من بقول".
(٢) أخرجه بهذا اللفظ أحمد في المسند ٤/ ٤٩، ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>