ثم أفردنا في آخر الكتاب ثلاثة أبواب:
أولها: في الجمل التي وقع فيها التصحيف وطمس معناها التلفيق، إذ بينا مفردات ذلك في تراجم الحروف.
الباب الثاني: في تقويم ضبط جمل في المتون والأسانيد وتصحيح إعرابها وتحقيق هجاء كتابتها وشكل كلماتها، وتبيين التقديم والتأخير اللاحق لها.
الباب الثالث: في إلحاق ألفاظ سقطت من أحاديث هذه الأمهات أو من بعض الروايات أو بترت اختصارًا أو اقتصارًا على التعريف بطريق الحديث لأهل العلم به لا يفهم مراد الحديث إلا بإلحاقها، لا يستقل الكلام إلا باستدراكها … ". انتهى كلام المؤلف.
وقد قال المؤلف: "فبدأت بحرف الألف وختمت بالياء على ترتيب حروف المعجم عندنا" أي في المغرب العربي. ومن المعروف أن ترتيب الحروف على ضربين: مفرد ومزدوج. وبين أهل الشرق وأهل الغرب في كل من النوعين خلاف في الترتيب.
أما المفرد، فأهل الشرق يرتبونه على هذا الترتيب:
أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، لا، ي.
وأما أهل الغرب فإنهم يرتبونه على هذا الترتيب:
أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، ط، ظ، ك، ل، م، ن، ص، ض، ع، غ، ف، ق، س، ش، هـ، و، لا، ي.
وقد اعتمد المؤلف هذا الترتيب الثاني.
وأما المزدوج، فأهل الشرق يرتبونه على هذا الترتيب:
أبجد، هوّز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ.
وأهل الغرب يرتبونه على هذا الترتيب:
أبجد، هوّز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ظغض (١).
وسنلحق في آخر الكتاب فهرسًا للألفاظ مرتبًا ألفبائيًا على ترتيب أهل المشرق، وهذا الفهرس نعتبره مفتاحًا ضروريًا للولوج إلى مظان ألفاظه ومادته الغزيرة.
(١) انظر "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" للقلقشندي ٣/ ٢٣ - ٢٤.