للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في الكانزين يتذلذل، كذا للجرجاني: بذالين معجمتين وللمروزي والنسفي: يتزلزل (١) بالزاي، وهو متقاربًا. والزلزلة الحركة وكثرة الاضطراب، وكذلك الزلزال وقد ذكرناه.

وقوله: في باب: لا يجوز الوضوء بالنبيذ والمسكر (٢)، ذكره الحسن وأبو العالية، كذا للقابسي ولغيره، وكرهه الحسن مكان ذكره وهو أصح، لأنه المروي عن الحسن كراهة الوضوء به، وعليه يدل سياق كلام البخاري وترجمته، وعن أبي العالية نحوه.

وقول عائشة: عليكم السَّام والذامّ (٣)، الرواية بغير همز عند الكافة وذال معجمة، وعند العذري: والهام بالهاء، فعلى رواية الكافة: إما أن يقال إن الألف منقلبة من همزة والذأم: بالهمز العيب، يقال: ذامه يذامه ذامًا. قال الله تعالى ﴿اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾ [الأعراف: ١٨] أي: معيبًا أو يكون أيضًا منقلبة من ياء بمعناه يقال منه: ذامه يذيمه ذامًا بغير همز، وكذلك ذمه يذمه ذمًا وذماه يذميه كله بمعنى، وقد ذكر الهروي هذا الحديث فقال: عليكم السَّام والدام: بدال مهملة غير مهموز، وفسره عليكم الموت الدائم. قال ابن الأعرابي: الدام: الموت الدائم. وقال ابن عرفة: ذأمته، بالمعجمة مهموز حقرته، وأما رواية من رواه الهام فإن صحت فمحملها على معنى الطيرة والشؤم، لأن العرب تتشاءم بالهام، وهو ذكر البوم أو يراد بالهام هنا الموت والهلاك، كما فسر به السام في الرواية الأخرى على أحد التفسيرين لقولهم: هو هامة اليوم أو غد أي: ميت، وأصله أيضًا من قول الجاهلية: إن الميت إذا مات خرج من رأسه طائر يسمى الهام. وفي القنوت في حديث أبي كريب ومحمد بن المثنى يدعو على رعل وذكوان، كذا في بعض روايات أصحاب مسلم، وعند الكافة: على رعل ولحيان (٤) وكذلك عندهم، في حديث ابن معاذ وأبي كريب أيضًا: على رعل وذكوان وعند بعضهم: لحيان، وفي البخاري من حديث عبد الأعلى بن حماد أن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان، وفيه يدعو على رعل، وذكوان، وعصية وبني لحيان. وفي باب: قتل أولاد المشركين، سئل النبي عن الذراري من المشركين يبيتون (٥)، وكذا للعذري وهو وهم، والصواب ما لغيره عن الدار من المشركين أي: المنزل والقرية بدليل قوله: فيصيب المسلمون من ذراريهم ونسائهم، وفي ما يكره من التشديد في العبادة فلانة لا تنام الليل، تذكر من صلاتها، كذا للمستملي، وفي زيادات القعنبي في الموطأ وعند سائر الرواة عن البخاري، فذكر من صلاتها، وكذا ذكره البزار، وعند الحموي يذكر بالياء من أسفل على ما لم يسم فاعله، والصواب الأول لأن قائل هذا إنما حكاه عن عائشة، أنها ذكرت ذلك عن المرأة للنبي لا عن غيرها. وفي حديث بريرة في باب: إذا قال المكاتب: اشترني وأعتقني فسمع النبي ذلك أو بلغه يذكر لعائشة،


(١) تقدم الحديث بلفظ: "يتزلزل" مع تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٧١.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٩، ١٩، ١٨٤، والمغازي باب ٢٨.
(٥) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٣، والقدر باب ٣، ومسلم في الجهاد حديث ٢٦، ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>