النحاس، ومحمد بن أحمد بن الحاج القرطبي، وعبد الله بن محمد الخشني، وعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، وعبد الرحمن بن بقي بن مخلد، وعبد الرحمن بن محمد بن العجوز، وغيرهم يطول ذكرهم.
قال صاحب "الصلة": وجمع من الحديث كثيرًا، وله عناية كبيرة به، واهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم، واليقظة والفهم.
وبعد عوده من الأندلس أجلسه أهل سبتة للمناظرة عليه في "المدوّنة" وهو ابن ثلاثين سنة أو ينيف عنها، ثم أجلس للشورى، ثم ولي قضاء بلده مدة طويلة، حمدت سيرته فيها، ثم نقل إلى قضاء غرناطة في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، ولم يطل أمده بها، ثم قضاء سَبتة ثانيًا.
قال صاحب "الصلة" وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده.
قال ابن الخطيب: وبنى الزيادة الغربية في الجامع الأعظم، وبنى في جبل المينا الراتبة الشهيرة، وعظم صيته.
ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم، ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سَلا، فأجزل صلته، وأوجب بره، إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاث وأربعين وخمسمائة، فتلاشت حاله ولحق بمراكش مشردًا به عن وطنه فكانت بها وفاته.
وله التصانيف المفيدة البديعة منها "إكمال المعلم في شرح مسلم" ومنها "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"ﷺ أبدع فيه كل الإبداع، وسلم له أكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أحد الانفراد به ولا أنكروا مزيّة السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقًا وغربًا، وكتاب "مشارق الأنوار" في تفسير غريب حديث الموطأ، والبخاري، ومسلم، وضبط الألفاظ، والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات، وضبط أسماء الرجال، وهو كتاب لو كتب بالذهب، أو وزن بالجوهر لكان قليلًا في حقه، وفيه أنشد بعضهم:
مشارق أنوار تبدّت بسَبْتَة … ومن عجب كون المشارق بالغرب
وكتاب "التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة" جمع فيه غرائب من ضبط الألفاظ وتحرير المسائل، وكتاب "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" لمعرفة أعلام مذهب مالك ﵀ وكتاب "الإعلام بحدود قواعد الإسلام" وكتاب "الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع" وكتاب "بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد"، وكتاب "الغنية" في شيوخه، وكتاب المعجم في شيوخ ابن سكرة، وكتاب "نظم البرهان على صحة جزم