للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل التطفيف الارتفاع، وقد ذكرناه. وقال أبو عبيد: في قوله: طفف بي الفرس المسجد أي: وثب حتى كاد يساوي المسجد، والأول عندي أشبه لأن المسجد هو كان حد جميع الخيل للمسابقة والسبق إليه لا لبلاغه، إلا أن يريد بوثبه ارتفاعه حتى ساوى جدره.

قوله: فكانت يدي تطيش في الصحفة (١) أي: تخف وتنتقل في جوانبها، والطيش الخفة وسرعة الحركة، وعند بعضهم تبطش وليس بشيء.

وقوله: في الخلع: لكني لا أطيقه (٢) بالقاف، وعند المهلب لا أطيعه بالعين، ولا وجه له، والأول أشبه بمساق الحديث، وإنما أخبرت عن بغضتها فيه وإنها لا تملك أمرها عليه. وفي تراجم البخاري: باب الاطمأنينة: بكسر الهمزة وضمها، وكذا ذكره في حديث أبي حميد قبله، ومعناه السكون، كذا لجمهورهم، وعند القابسي: الطمأنينة وهو الصواب. قال الحربي: هو الاسم. قال غيره: ويصحّ أن يكون الإطمأنينة: بكسر الهمزة والميم مصدر اطمأن، ويقال: اطمئنانًا أتى بغير هاء. ويقال: اطبأن بالباء أيضًا. ويقال: طامن رأسه وظهره، واطمأن وتطامن مقلوب. قاله الخليل. وفي الرؤيا: حتى إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظفاره، كذا للقابسي، وصوابه ما لغيره في أظفاره دون شك.

وقوله: في الحج: ينضح طيبًا (٣)، كذا عند أكثرهم، وعند العذري ينضح الطيب، وخطأه بعضهم وله وجه من الصواب أي: لكثرته عليه، كأنه مما ينتشر عنه يرش به غيره وينثره عليه.

قوله: فإذا صلى وحده فليطول ما شاء (٤)، وفي بعضها: فليطل ما شاء، ووقع في رواية الدباغ من رواية ابن القاسم: فليصلّ بالصاد والمحفوظ الأول وهو الذي في سائر الأصول والموطئات، وهو إنما أخبر عن تطويل الصلاة وتخفيفها لا عن تكثير الصلاة، وهو تصحيف من رواية من روى فليطل، والله أعلم.

وقوله: في حديث الخيل: فأطال لها في مرج، أو روضة فما أصابت في طيلها (٥): بكسر الطاء وفتح الياء باثنتين تحتها، كذا رواية جميعهم، والطيل: الحبل. وقال ابن وهب: هو الرسن يطول لها، وعند الجرجاني: طولها بالواو في موضع الياء، وكذا في مسلم، وأنكر يعقوب الياء. وقال: لا يقال إلا بالواو. وحكى ثابت في دلائله الوجهين.

وقوله: فطار لنا عثمان بن مظعون (٦)، كذا للأصيلي وغيره، وعن القابسي فيه فصار بالصاد، ومعناه متقارب أي: صار في حظنا: والطائر الحظ. وقيل ذلك في قوله ﴿طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: ١٣] ويقال: طار سهم فلان في كذا أي: خرج.


(١) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٢) أخرجه ابن ماجه في الطلاق باب ٢٢.
(٣) أخرجه النسائي في المناسك باب ٤٢.
(٤) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٥) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٤٨، والمناقب باب ٢٨، والاعتصام باب ٢٤، وتفسير سورة ٩٩، باب ١، والشرب باب ١٢، ومالك في الجهاد حديث ٣.
(٦) تقدم الحديث مع تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>