للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: تتحاسدوا عليها، وتتسابقوا إلى تحصيلها وحوزها.

وقوله: أنفسها عند أهلها أي: أفضلها.

وقوله: فنفست بها أي: أعجبتني وحرصت عليها وكذلك قوله: نفست فيها أي: حرصت عليها. وفي قصة إسماعيل: فأنفسهم (١) أي: أعجبهم وعظم في نفوسهم، كله من الإعجاب بالشيء، والنفيس من الأشياء الرفيع، المرغوب فيه، المحروص عليه، وقد نفس: بالضم.

وقوله: لم أصب مالًا أنفس عندي منه (٢) أي: أغبط وأعجب وأفضل.

وقوله: افتُلتت نفسها (٣) أي: توفيت فجاءة، كذا ضبطناه نفسها، بالفتح على المفعول الثاني، وبضمها على المفعول الأول، والنفس مؤنثة، والنفس هنا: الروح، وقد تكون النفس بمعنى الذات، ومنه قوله تعالى: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي﴾ [المائدة: ١١٦]، وفي حديث عائشة فقلت: هه هه حتى ذهب نفسي: بفتح الفاء من النفس، وهو البهر الذي أصابها قبل.

وقوله: فلينفس عن معسر (٤) معناه: يؤخره، ومنه نفَّس الله في أجله، وقد يكون معنى بنفس: يفرج عنه. ومثله: في الحديث الآخر: من نفَّس عن مسلم كربة (٥) أي: فرَّجها عنه وأزالها، وهو ما تقدم، كأنه أخرها عنه، وفي الرقي: من شر كل نفس أو عين حاسد (٦)، يحتمل أن يكون واحد الأنفس، ويحتمل أن يريد بالنفس هنا: العين، ويكون قوله: أو عين تحريًا من الراوي أي: اللفظين، قال: وهو الأشبه، أو يكون تكرارًا للتأكيد كما جاء في الحديث الآخر ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: ٥] وشرِّ كل ذي عين، والنفس بسكون الفاء: العين.

وقوله: ما حدثت به أنفسها (٧): بالفتح على المفعول أي: قلوبها، ويدل عليه قوله إن أحدنا يحدث نفسه. قال الطحاوي، وأهل اللغة يقولون: أنفسها، يريدون بغير اختيارها، كما قال ﴿وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ [ق: ١٦]. وفي الحديث الآخر: مَا وَسْوَسَتْ به أنْفُسَها (٨): هذا بالضم، ورواه الأصيلي: بالفتح، ويكون وسوست على هذا بمعنى: حدثت مثل الأول. والنفس تقع على الذات، وعلى الحياة، وعلى الروح، وأما النفس: بالفتح فنفس الإنسان الداخل والخارج. وقد قيل: إنه النفس أيضًا بعينها، وهذا خطأ. وقد اختلف في النفس والروح: هل هما اسمان لشيء واحد؟ أو هما


(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٩.
(٢) أخرجه البخاري في الشروط باب ١٩، والوصايا باب ٢٨، والإيمان باب ٣٣، ومسلم في الوصية حديث ١٥.
(٣) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٥، والوصايا باب ١٩، ومسلم في الزكاة حديث ٥١، والوصية حديث ١٢، ١٣.
(٤) أخرجه مسلم في المساقاة حديث ٣٢.
(٥) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٦) أخرجه مسلم في السلام حديث ٤٠.
(٧) أخرجه البخاري في الإيمان باب ١٥، والطلاق باب ١١، ومسلم في الإيمان حديث ٢٠١، ٢٠٢، والرؤيا حديث ١٥.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>