للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم: إنها مبنية من إنية الشيء بمعنى إثباته، وقولهم فيه: إنه كذا، وحكى الجياني إنه مما يتعاقب فيه الظاء والهمزة، وإن: مئنة ومظنة بمعنى واحد كأن الهمزة عنده مبدلة من الظاء بمعنى مجدرة ومخلقة كما تقدم.

قوله: لولا أنه في كتاب الله. كذا رواية يحيى بن يحيى وابن بكير وجماعة من رواة الموطأ بالنون، وكذا رواه البخاري في الطهارة من غير حديث مالك، وهي رواية ابن ماهان في مسلم، وعند أبي مصعب وابن وهب وآخرين من رواة الموطأ: آية. بالياء، وهي رواية الجلودي قال مالك: والآية قوله ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]. وقال عروة: هي قوله ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾ [البقرة: ١٥٩].

قول عمر في حديث الجنين: أنت من يشهد معك. كذا لبعضهم بالنون، أي أنت سمعته أو أنت شاهد واحد من يشهد معك فتمم الشهادة، وعند الأصيلي وكافة الرواة أنت من يشهد معك (١)، بكسر الهمزة بعدها ياء العلة، أي جيء بمن يشهد معك فتمم الشهادة.

وفي وصية الأمراء: فإنكم لن تخفروا ذمتكم (٢). كذا لهم وعند العذري: فإنهم، وهو خطأ والأول الصواب.

وفي حديث ابن مثنى وابن بشار قول معاوية: مات رسول الله وهو ابن ثلاث وستين سنة وأبو بكر وعمر وأنا ابن ثلاث وستين (٣)، كذا هنا في كتاب شيخنا القاضي التميمي، وعند غيره: ومات أبو بكر وعمر وأنا ابن ثلاث وستين، وهو الذي في كتب كافة شيوخنا وفي بعض الروايات: ومات أبو بكر وعمر وهما ابنا ثلاث وستين، وهذا بيّن الوجه، وتأويل ما للكافة: وأبو بكر وعمر عطفًا على قوله: مات رسول الله وهو ابن ثلاث وستين وأبو بكر وعمر، وتم الكلام، ثم قال: وأَنا ابن ثلاث وستين وأنا أنتظر أجلي، وهذا أصح الوجوه، وقد جاء مفسرًا في فوائد ابن المهندس عن البغوي فقال: وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وتوفي عمر وهو ابن ثلاث وستين وأنا ابن ثلاث وستين.

قوله: في الشارب: فوالله ما علمتُ أنه يحب الله ورسوله، بتاء المتكلم مضمومة وأنه بفتح الهمزة، ومعناه الذي علمت أو لقد علمت وليست بنافية، وأنه وما بعده في موضع المفعول بعلمت، ووقع عند بعضهم بكسر الهمزة قيل: وهو وهم يحيل المعنى لضده ويجعل ما نافية، وعند ابن السكن: علمتَ بتاء المخاطب على طريق التقرير له، ويصح على هذا كسر أنه وفتحها.

قوله: في حديث سفينة في غسل الجنب: وكان كَبِرَ وما كنت أونق بحديثه (٤). كذا رواه السمرقندي أي اعجب، بالنون والواو صورة الهمزة الأصلية، ولغيره: أثق، بالثاء والمعنى متقارب.

قوله: في حديث الأئمة المضلين: قلوب الشيطان في جثمان إنس (٥). كذا لكافتهم وعند


(١) أخرجه مسلم في القسامة حديث ٣٩.
(٢) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٣، بلفظ: "فإنكم أنْ تخفروا ذممكم".
(٣) أخرجه الترمذي في المناقب باب ١٣.
(٤) أخرجه مسلم في الحيض حديث ٥٣، بلفظ: "وقد كان كبر وما كنت أثق بحديثه".
(٥) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>