للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعروف فيه ظبة ونحوه في أصل الأصيلي، على تخليط في صورته لغير أبي زيد.

وقوله: في حديث تأخير العتمة، فخرج رسول الله يقطر رأسه ماء، واضعاً يده على رأسه، ثم وصف ذلك فقال: فوضع أطراف أصابعه على رأسه ثم صبها، يمرها على الرأس كذلك، ثم مال به إلى الصدغ، وناحية اللحية (١)، كذا روايتنا فيه عن أكثرهم، في مسلم وعند العذري، ثم قلبها ومعناه متقارب أي: أمالها إلى جهة الوجه، ورواه البخاري ثم ضمها، والأول أبين وأشبه بسياق الحديث.

قوله: في الاعتكاف: ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج فيها من صبحتها من اعتكافه (٢) كذا ليحيى بن يحيى وابن بكير، وسائر رواهُ الموطأ يقولون: يخرج فيها ولا يقولون من صبحتها وهو الصحيح، إنما يخرج من صبحة ليلته في اعتكافه العشر الأواخر من رمضان، لشهود صلاة العيد مع الناس، ثم بعد ذلك ينقضي اعتكافه، وأما في غيرها فبمغيب الشمس من آخر يوم من اعتكافه، يخرج من معتكفه.

قوله: قرظ مصبوب بالباء فيهما بواحدة للقابسي في التفسير، ولغيره مصبور (٣) أي صبرة، كما فسرناه قبل. وهو المعروف في هذا الحديث، في غير هذا الموضع. وفي عتق الحي عن الميت، عن عمرة ثم أخرت ذلك إلى أن تصبح، كذا لرواة يحيى، وعند ابن وضاح: إلى أن تصح من الصحة. وفي باب: المعذب ببكاء أهله فجاء صبي يقول: واأخاه واصباحاه، كذا لابن الحذَّاء، ولكافة رواهُ مسلم: واصاحباه.

وقوله: فتعطيه لأصيبغ قريش (٤)، كذا للأصيلي والنسفي وأبي زيد والسمرقندي: بالصاد المهملة والغين المعجمة. قيل: معناه: استيود كأنه غيره بلونه، وللباقين لأضيبع (٥) بالضاد المعجمة والعين المهملة، وكذا جاء للقابسي مرة، ولعبدوس ولأبي ذر مرة، وكذا للعذري وابن الحذّاء والسجزي، كأنه تصغير ضبع على غير قياس تحقيراً له، وهو أشبه بمساق الكلام لقوله: وتدع أسداً، ومقابلة ضبع له. قال أبو مروان بن سراج: لكنه لا يحتمله القياس في اللسان لأنَّه تصغير على غير مكبره، لأن تصغير ضبع: ضبيع. قال: والأول أصح.

قوله: وإن أصبحت أجراً، كذا للمروزي، وعند الجرجاني: أصبحت خيراً والصواب الأول.

قوله: والصبر ضياء (٦)، كذا لكافة الرواة عن مسلم، وعند ابن الحذّاء: الصيام ضياء. قيل: هما بمعنى، والصبر هنا: الصوم. قال القاضي ، وقد يكون الصبر هنا على ظاهره، قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]. وفي غسل المحرم:


(١) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٢٢٥.
(٢) أخرجه البخاري في الاعتكاف باب ١.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في تفسير سورة ٦٦، باب ٢، ومسلم في الطلاق حديث ٣١.
(٤) أخرجه البخاري في الأحكام باب ٢١، والمغازي باب ٥٤، ومسلم في الجهاد حديث ٤٢.
(٥) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الأحكام باب ٢١، ومسلم في الجهاد حديث ٤٢.
(٦) تقدم الحديث مع تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>