للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك وأما الحديث الآخر: حتى إذا كانوا بطرف القدوم (١)، فاختلف فيه وهو موضع، وروي: بفتح القاف وضمها وبالتخفيف والتشديد، والفتح والتشديد أكثر، وسنذكره مبينًا في أسماء المواضع آخر الحرف. وكذلك قوله في حديث أبي هريرة: تدلى علينا من قدوم ضان (٢) هو: مخفف اسم موضع صوابه الفتح، وهو أكثر الروايات. وقد ضمه بعضهم وسنزيده بيانًا في أسماء المواضع بعد هذا، وتأوّل بعضهم ضان أي: المتقدم منها وهي رؤوسها، وقد ذكرناه في حرف الضاد، وهو وهم وخطأ بيِّن.

وقوله: في فضائل أبي طلحة: وكان رجلًا راميًا شديد القد (٣): تكسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، كذا لكافتهم، وعند بعضهم: شديد القد: بكسر القاف يكسر بفتح الياء، كأنه يشير إلى شدة وتر القوس، إن صحت هذه الرواية. وقد فسرناها والاختلاف فيها، والصواب من ذلك في حرف الكاف. وفي حديث معاذ: إنك تقدم على قوم، كذا رواية الجماعة، وعند ابن ماهان: تقوم وهي تغيير ووهم، وإن صح فمعناه: تليهم وتقوم على أمورهم، وهو كان الوالي، ولكن اللفظ الأول هو المعروف، وفي حديث جابر في حديث محمد بن عبد الأعلى، فجعل بعد ذلك يتقدم الناس، وعند العذري: يقدم.

وقوله: إن كان رسول الله يتقدر في مرضه أين أنا؟ كذا رواية الجميع بالقاف: أي: يقدر أيام نسائه، وعند بعضهم: يتعذر. قيل معناه: يتمنع، وقد ذكرناه في حرف العين، وكذلك تقدم هناك الخلاف في قوله: وما الله أعلم بقدر ذلك وبعذر ذلك.

وقوله: أقدم حيزوم (٤)، كذا ضبطناه عن أبي بحر، في كتاب مسلم، وفي السير: بضم الدال من التقدم. يقال: قدم القوم بالفتح في الماضي إذا تقدمهم، وضبطناه عن القاضي التميمي فيهما أقدم، وكذا قيده عن أبي مروان بن سراج، وكذا قيدته أنا عن ابنه أبي الحسين شيخنا: أقدم، وكذا حكاه ابن دريد: بفتح الهمزة وكسر الدال أمر من الإقدام. قال ابن دريد: وجاء في الخبر: أقدم حيزوم: بكسر الهمزة يريد وفتح الدال، والوجه ما أنبأتك به. وقال ثابت: أقدم: بكسر الدال تقدم في الحرب وأنشد:

وأقدم إذا ما أعين القوم تزرق

نحو قول ابن دريد، وفي حديث الكسوف: حين رأيتموني جعلت أقدم، كذا ضبطناه في كتاب مسلم: بضم الهمزة وفتح القاف. قال مسلم، وقال المرادي: أتقدم، وكذا ذكره البخاري. وهذا الوجه، ولعل الأول أقدم رجلي فحذفها. وقيل معناه: جعلت أقدم أي: شرعت أتقدم، وضبطه بعضهم: أقدم: بضم الدال بمعنى: أتقدم أيضًا. وفي فضل عثمان والقِدم في الإسلام، كذا ضبطه القابسي: بفتح القاف وضبطه بعضهم: بكسرها، ولكليهما وجه صحيح، والأول أوجه وإن كانا بمعنى، وكذا في فضائل سعد بن عبادة، وكان ذا قدم


(١) أخرجه مالك في الطلاق حديث ٨٧.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٨.
(٣) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ١٨.
(٤) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>