للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلاهما صحيح المعنى، وفي غير هذه الرواية: إلى. لجميعهم وهو الوجه البين أي: ما أردتَ بنقل ما نقلته وجنيته على نفسك بذلك إلى أن بلَّغك تكذيب النبي لك، وتكون "إلى" هنا على أظهر معانيها للغاية، وقد تكون هنا بمعنى في وهو أحد وجوهها، أي صرت في صفة من كذبه ومنزلته كما قال:

كأنني إلى الناس مطلي به القار أجرب

أي في الناس، وعلى الوجه الآخر: أي لم يجدِ عليك ما أردتَ وفعلتَ إلا تكذيب النبي لك، وقد يكون إلا هنا للاستثناء المنقطع من غير جنس المراد.

وأما حديث عمر وأبي بكر في قصة بني تميم في تفسير سورة الحجرات: (ما أردت إلى أو إِلَّا خلافي) (١) كذا الرواية في الباب الثاني على الشك وهما بمعنى ما تقدم وعند الأصيلي هنا: "إليّ" بتشديد الياء أو إِلَّا خلافي وله وجه، أي ما قصدت قصدي إلا لخلافي والله أعلم.

وفي التيمم: فقالوا: (ألا ترى ما صنعت عائشة) (٢) كذا لجميعهم، وعند الحموي والمستملي فقالوا: "لا ترى". على حذف ألف الاستفهام أو نقص ألف الجمع من الخط فيكون: ألا. كما للجميع.

وقوله: (ما قضى بهذا عليَّ إلا أن يكون ضل) (٣) يصح أن تكون على بابها ويكون ضل بمعنى نسي ووهم، أو تكون على ظاهرها، والمعنى وهو ممن لا يضل ولا يوصف بذلك على طريق الإنكار، أي إن هذا لا يفعله، إلا من ضل.

وفي حديث أضياف أبي بكر: (ما لكم أَلَا تقبلوا عنا قراكم) (٤) بالتخفيف عند أكثر الرواة على العرض، وعند ابن أبي جعفر من شيوخنا: أَلَّا. بالتشديد على اللوم والحضّ، أو يكون المعنى على ما منعكم منه وأحوجكم إلى ألا


(١) البخاري (٤٨٤٧).
(٢) البخاري (٣٣٤).
(٣) مسلم، المقدمة.
(٤) مسلم (٢٠٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>