للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفتح هنا أوجه أي مِنْ أَجْلِ إِسلامي، وقد كان أسلم حين قالها، ويصح الكسر للشرط على حكاية قولهم قبل إسلامه.

وقوله: في الوفاة: (حتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أَنَّ رسول الله مات) (١) بالفتح وتثقيل النون، والجملة بدل من الهاء في تلاها، وفي رواية ابن السكن: فعلمت أنَّ رسول الله مات وهو بيّن.

وقول الأنصاري: (أَنْ كان ابن عمتك) (٢) بفتح الهمزة والتخفيف، أي مِنْ أَجْلِ هذا حكمتَ له عليَّ.

قوله: في باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة: (إني أَنْ كنت أَنْ ارجع مع دابتي أحب إليَّ) (٣) بفتح همزة أَنْ في الحرفين، وأَنْ أولًا مع كنت موضع المصدر بمعنى كوني، وموضع البدل في الضمير في إني، وكذلك "أَنْ أرجع" بتقدير رجوعي أيضًا، ولا يصح الكسر فيهما في هذا الحديث.

وقوله: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بَيْدَ أَنَّ كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا) (٤) كذا ضبطناه بفتح الهمزة ولا يصح غيره، لكن على رواية الفارسي: "بأيد"، يجب أن يكون أنهم بعد ذلك بهمزة مكسورة على كل حال ابتداء كلام والأول أشهر وأظهر، أي نحن السابقون يوم القيامة بالفضيلة والمنزلة ودخول الجنة والآخرون في الوجود في الدنيا بَيْدَ أَنَّهم أوتوا الكتاب من قبلنا، أي على أنهم أوتوا. وقيل: معناه "غير"، وقيل: "إلا"، وكلٌّ بمعنى، وعلى الرواية: آخرين. يكون معناه إن صحت ولم يكن وهمًا والوهم بها أشبه. أي: نحن السابقون وإنْ كنا آخرين في الوجود بقوة أعطاناها الله وفضلنا بها لقبول ما آتانا والتزام طاعته، والأيد القوة ثم استأنف الكلام بتفسير هذه الجملة فقال: إن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه بتلك القوة التي قوانا لهدايته وقبول أمره.


(١) البخاري (٤٤٥٤).
(٢) البخاري (٢٣٦٠).
(٣) البخاري (١٢١١).
(٤) مسلم (٨٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>