للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (إنك إنْ تذر وَرَثَتَكَ أغنياء) (١) بالوجهين الكسر على الشرط، والفتح على تأويل المصدر، وتركهم أغنياء، وأكثر رواياتنا فيه الفتح، وقال ابن مكي في كتاب تقويم اللسان، لا يجوز هنا إلا الفتح.

وفي الحديث نفسه (إنك أنْ تخلف) (٢) بالفتح كذا رواه في الموطأ القعنبي، ورواه ابن القاسم: إنْ بالكسر وذكر بعضهم أنها رواية يحيى بن يحيى والمعروف ليحيى ولغيرهما: "لن" باللام وكلاهما صحيح المعنى على ما تقدم، فأما قوله فيه: (ولعلك أنْ تخلف) فهذا بالفتح ولا يصح غيره.

وقوله: (أو أَنَّ جبريل هو الذي أقام لرسول الله الصلاة) (٣). ضبطناه عن شيوخنا بالوجهين: الفتح والكسر.

وفي حديث المرأة: (ما أدري أنَّ هؤلاء القوم يَدَعونَكم عمدًا) (٤) كذا عند الأصيلي وغيره بفتح الهمزة وتشديد النون ولغيره: "أُرَى" مكان "أدري" قيل: أَنَّ هنا بمعنى لعل، وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: ١٠٩] وقد يكون "أَنَّ" عندي على وجهها ويكون في موضع المفعول. بأدري.

وقوله: (لبيك وسعديك أَنَّ الحمد والنعمة لك) (٥) رويناه بالوجهين فتح الهمزة وكسرها، قال الخطابي: الفتح رواية العامة، قال ثعلب: من فتح خص، ومن كسر عم. قال القاضي : والأوجه ما قاله، وذلك أنه استأنف الإخبار والاعتراف لله بما يجب من الحمد وماله من نعمة، وإذا فتح فإنما يقتضي أن التلبية له مِنْ أجلِ ذلك، ولا تعلق للتلبية بهذا إلا على بُعْدٍ وتخريج، وهذا معنى ما أشار إليه ثعلب من العموم والخصوص.

وقوله: في البدنة: (فعيي بشأنها إنْ هي أبدعت) (٦) ورويناه بالكسر على


(١) البخاري (١٢٩٦).
(٢) الموطأ (١٤٩٥).
(٣) الموطأ (٢).
(٤) البخاري (٣٤٤).
(٥) البخاري (١٥٤٩).
(٦) مسلم (١٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>