للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي تظن، في الظاهر أنه خطاب للجميع، فإن كان على هذا فهو وهم، وصوابه: أفلا تقولونه؟ قال بعضهم: ويحتمل أن يكون خطابًا للواحد، فأشبع الضمة وهي لغة كما قال: أدنو فانظور، يريد انظر، ومثله: ما روي في أذان بلال: الله أكبار فأشبع الفتحة.

وقوله: في حديث لتسألن عن نعيم هذا اليوم، لأبي بكر وعمر: (قوموا فقاما معه) (١) كذا في جميع نسخ مسلم، ووجهه: قوما.

وقوله: في قتل ابن الأشرف: (إني قائل بشعره) (٢) أي: آخذ به، ويحتمل أن يريد غالب به وعليه، ومنه الحديث الآخر: "سبحان من تعطف بالعز، وقال به". قال الأزهري: أي: غلب به، ورأيت ابن الصابوني في شرحه ذكر هذه الكلمة "قابل به" بالباء لا غير، وما رأيت أحدًا من شيوخنا ضبطها علينا كذلك، لكني وجدتها كذلك عند بعض الرواة، فإن صحت فمعناه: يرجع إلى هذا أي: أخذته، من: قبلت القابلة الصبي إذا تلقته وأخذته، وقبلت الدلو من المستقي فأنا قابل إذا أخذته منه وصببته في القف، وبنحو من هذا فسره، لكن لا يتعدى "قبل" هنا بحرف جر، وقد جاء في الحديث به.

ومثله: في حديث الصدقة (وبلال قائل بثوبه) (٣) بياء باثنتين تحتها أي: باسطه، كما جاء في الحديث الآخر: (باسط ثوبه ليلقين فيه الصدقة) ورواه بعضهم: "بالباء" من القبول على نحو ما تقدم.

وفي حديث: (إذا فتحت عليكم فارس والروم قال ابن عوف، نقول كما أمرنا الله) (٤) كذا في جميع نسخ مسلم. قال الوقشي: أراه "نكون" وبه يستقل الكلام، ألا ترى جوابه : (أو غير ذلك تتنافسون) الحديث.

وفي الدعاء: (وأمتعني بسمعي وبصري وقُوَّتي) (٥) كذا لرواة الموطأ، وضبطه بعضهم وقُوْتي والأول أصوب بدليل ما قبله.


(١) مسلم (٢٠٣٨).
(٢) البخاري (٤٠٣٧).
(٣) البخاري (٨٨٤).
(٤) مسلم (٢٩٦٢).
(٥) الموطأ (٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>