للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جسيم سبط) فإن رددناه إلى الطول كان وفاقًا، ولا يصح صرف جسيم لكثر اللحم، لأنه ضد ما تقدم وإنما جسيم في صفة الدجال، وقد تقدم شرح هذه الألفاظ في حروفها.

وفي حديث السقيفة: (لقد خوّف عمر الناس) (١) كذا لجميعهم، وكان في أصل الأصيلي: أبو بكر ثم كتب عليه عمر، ولم يغير أبا بكر والصواب عمر لأن ذكر أبي بكر جاء بعد هذا وبعده: (وإن فيهم لنفاقًا فردهم الله بذلك) كذا جاءت هذه الجملة في جميع النسخ التي وقفنا عليها من البخاري، وذكرها أبو عبد الله بن نصر في اختصاره الصحيح، بغير هذا اللفظ، (وإن فيهم لتقى فأفردهم الله بذلك) فلا أدري أهو إصلاح منه أو من غيره، أو رواية أو إحالة من الرواة له، وكأنه أنكر النفاق عليهم حينئذ، ولا ينكر كونه في زمنه ، وبعد موته ذلك. وقد ظهر في أهل الردة وغيرهم، ولا سيما عند الحادث العظيم، من موته ، الذي أذهل عقول جُلَّ الصحابة، فكيف ضعفاء الإيمان والقلوب من سواد الناس والأعراب والصواب عندي: ما في النسخ واتفقت عليه روايات شيوخنا.

وفي مناقب سعد (ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه) (٢) كذا في جميع النسخ. قال بعضهم: وهو وهم والصواب إسقاط إلا. قال القاضي : وكأنه حمل الكلام على ظاهر عمومه، وهو تأويل بعيد، والصواب عندي ما جاءت به الرواية بإثباتها، ومقصده ما أسلم أحد قبل إسلامي إلا من أسلم معي يوم إسلامي، وبدليل قوله: ولكن مكثت سبعة وإني لثلث الإسلام.

وفي حديث حذيفة: (فرجعت أولاهم واجتلدت أخراهم) (٣) كذا لهم، وعند القابسي: (فرجعت أولاهم على أخراهم) قالوا: وصواب الكلام: فرجعت أولاهم مع أخراهم.


(١) البخاري (٣٦٧٠).
(٢) البخاري (٣٧٢٧).
(٣) البخاري (٦٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>