للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس، وذكر من حديث كعب بن مالك: يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ونحوه في كتاب ابن أبي خيثمة وحديث الطبري أتقن فدخل في كتاب مسلم فيه من التغيير ما تراه وكأن مسلمًا أو من قبله، أو أقرب رواته شك في لفظة كوم أو تل، فعبر عنه بكذا وكذا، وحقق أن معناه العلو فقال أي: ذلك فوق الناس على تفسير المعنى، ثم كتب عليه: "انظر " تنبيهًا فجمع النقلة الكلام كله، ولفوه على هذا التخليط.

قوله: في حديث الشفاعة أيضًا من رواية زهير: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون) (١) كذا للسمرقندي والسجزي وابن ماهان والطبري، وعند العذري: (في صورة لا يعرفونها) وهو أصوب الكلام وأصح في المعنى، وعلى الصواب جاء في صحيح البخاري في كتاب القيامة والحشر من غير إضافة الصورة إلى الله تعالى وتكون في هنا بمعنى الباء أي: بصورة يختبرهم ويفتنهم بها من صورة المخلوقين وهي آخر محن المؤمنين، ألا تراه قال في الحديث: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا عرفناه، وفي الحديث الآخر: كيف تعرفونه؟ قالوا: إنه لا شبيه له، وقد جاء في البخاري، في كتاب التوحيد في حديث عبدة بن عبد الله: (في صورته التي يعرفون) وفي حديث ابن بكير (في صورة غير صورته التي رأوه فيها) (٢) وقيل: "الصورة" هنا بمعنى الصفة كما يقال صورة هذا الأمر كذا، أي: صفته وهو يرجع إلى المعنى الأول من صفة بعض مخلوقاته، أو أهوال عظيمة، وقد بسطنا هذا وأشبعنا الكلام عليه في شرح مشكله في كتاب شرح مسلم.

وفي هذا الحديث أيضًا قوله: (فما منكم من أحد بأشد مناشدة الله في استقصاء الحق من المؤمنين لله لإخوانهم) (٣) كذا عند جميع رواته، وصوابه: بأشد مناشدة لي، وكذا جاء في البخاري، من رواية ابن بكير.


(١) مسلم (١٨٢).
(٢) البخاري (٧٤٤٠).
(٣) مسلم (١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>