للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه أيضًا قوله: (يا ربنا فارقَنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم) (١) ونحوه في البخاري، من رواية حفص بن ميسرة (٢). قيل: صوابه أولًا: (إننا فارقنا) لأن بعده (فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك) وتمام الخبر وفائدته في كتاب التوحيد من كتاب البخاري: (فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم): أي فارقنا الناس في الدنيا، ولم نصاحبهم بتقديم لفظة "نصاحبهم" أي: من لم يؤمن بالله وكفر به، كما فارقناهم في المحشر، ونحن أحوج إليه اليوم أي: إلى الله وهو بمعنى أفقر في حديث مسلم والبخاري المقتدم، بهاء الضمير المفردة العائدة إلى الله تعالى أي محتاجون إلى رحمته وفضله.

وفي الزكاة في حديث عمرو الناقد، وهم وقلب كثير وتغيير، فمنه قوله: (مثل المنفق والمتصدق) (٣) وهو وهم، وصوابه. مثل البخيل والمتصدق، كما جاء في الأحاديث، وكما ذكره البخاري وفيه: (كمثل رجل عليه جبتان) على الإفراد، وهو وهم، وصوابه. كمثل رجلين عليهما جبتان كما جاء في الروايات الأخر. وقوله: (جبتان أو جنتان) صوابه النون، كما بينه في الحديث الآخر بقوله: من حديد.

وقوله: هنا (وأخذت كل حلقة مكانها) وقد ذكر البخاري الاختلاف فيه، عن طاوس وغيره، ومن رواه بالنون، ومن رواه بالباء والنون، هو الصواب، كما قلناه. ودل عليه سياق الحديث.

وفيه (سبغت عليه أو مرت) بالراء، ويروى مادت أو مرت، ويروى مدت أو مرت واختلفت الرواية فيه في البخاري فروي مادت: بالدال، وروى: مارت: بالراء ولعله أوجه الروايات بمعنى سبغت وامتدت وكذا رواه الأزهري، وفسره: ترددت وذهبت وجاءت وللروايات الأخر وجه بين مدت وامتدت مدت: بالدال والراء بمعنى متقارب، وقد ذكرناه في حرف الميم.


(١) مسلم (١٨٢).
(٢) البخاري (٤٥٨١).
(٣) مسلم (١٠٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>