للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: في تلبية المشركين: كانوا يقولون: (لبيك لبيك لا شريك لك، فيقول النبي ، ويلكم قد قد، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك) (١) فيه تلفيف، وخلط كلام النبي بالكلام المشركين وقوله: (إلا شريكًا) هو من كلام المشركين في تلبيتهم، فكان النبي إذا سمعهم يقولون: لا شريك لك، يقول: ويلكم قد قد: أي: كفى لا تزيدوا على هذا من قولكم الكفر واستثنائكم، فيتمون هم تلبيتهم بالإشراك على ما ذكر.

وفي المواقيت: (ومهل أهل العراق من ذات عِرْق) (٢) جاء به من قول النبي انتقده بعضهم. وقال: لا يصح من قول النبي، ولم يكن عراق حينئذ، والصحيح إن توقتيها من عمر بن الخطاب ، قالوا: ولهذا لم يخرج هذه الزيادة البخاري. وقال الدارقطني: فيها نظر. قال القاضي : ولا يبعد أن يكون من قول النبي إخبارًا عما يكون بعده، فقد أعلمهم بفتح العراق وسكناهم به، وخروجهم إليها، فكذلك بين لهم مواقيتهم حينئذ، فلما فتحت أمرهم بذلك عمر، فنسبت إليه.

وفي صفة أهل الجنة والنار: (أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان إلى قوله: ورجل رحيم رقيق القلب، لكل ذي قربي ومسلم وعفيف) الحديث (٣)، كذا جاء في بعض الروايات وظاهره في العدد أربعة وكذا عند شيخنا أبي بحر، إلا أنه كان عنده، و "مسلم بالخفض عطف على ذي قربي، فيصح العدد ثلاثة. وكان عند بعضهم: بالرفع وإسقاط الواو بعده من، "وعفيف" فيصح العدد، وهو أوجه في الكلام، وسقطت لفظة مسلم.

وقوله: (هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه) (٤) رفع "نور" هنا بالفاعل أي: حجبني نور وظهر لي، ولا يصح رده على الله، ولا إعرابه بخبر المبتدأ المحذوف، إذ الأنوار مخلوقة من جنس الأجسام.


(١) مسلم (١١٨٥).
(٢) مسلم (١١٨٣).
(٣) مسلم (٢٨٦٥).
(٤) مسلم (١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>