للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في حديث الخوارج: (خبت وخسرت) (١): رويناه بالوجهين في تاء الضمير: الرفع والفتح، فالضم على معنى عدمتُ الخير وفاتني: وبالفتح: رواية الطبري، ولغيره بالضم.

وقوله: (رأيت بقرًا تنحر، والله خيرًا فإذا هم المؤمنون) (٢) الرواية عند أكثرهم: برفع الهاء من اسم الله. قيل: هو الصواب أي: ثواب الله لهم، أو ما عند الله لهم ونحوه، وعند بعضهم بالكسر وهو أصوب على القسم، لتحسين الرؤيا، ومعنى "خير" بعد ذلك أي: وذلك خير على التفاؤل في تأويل الرؤيا أو على التقديم والتأخير، فقد ذكر ابن هشام هذا الخبر فقال: ورأيت والله خيرًا. رأيت بقرًا تنحر. وقوله: (والله) أنه يبين قسم. وقوله: (خيرًا) يدل أن الخير من جملة الرؤيا، ومما رآه على هذا ويعضده قوله آخر الحديث: (وإذا الخير ما جاء الله به بعدُ بدر) على ضم الدال كذا رواية الكافة: بضم الدال وفتح الميم. قالوا: وهو الصواب وضبطه بعضهم: بفتح الدال وكسر الميم، وهو عندي أظهر إذا جعلنا ذكر "خير" على التفاؤل أي: وإذا الذي رأيته. وكرهته وتفاءلت به الخير أو الثواب في الآخرة ما أصاب المسلمين بعد بدر بأحد.

وقوله: (ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن) (٣) كذا عند كافة شيوخنا، وروى بعضهم: (طارقًا) على الاستثناء.

وقوله: (أرأيتك جاريتك) (٤) الثاني في أرأيتك مفتوحة وأغنت: كسرة الكاف بعدها بخطاب المؤنث عن كسرها، والكاف هنا للخطاب لا موضع لها من الإعراب.

وقوله: (لكم أنتم أهلَ السفينة هجرتان) (٥) بفتح اللام على الاختصاص، ويصح الكسر على البدل من الضمير في لكم.


(١) البخاري (٣٦١٠).
(٢) البخاري (٣٦٢٢).
(٣) الموطأ (١٧٧٣).
(٤) الموطأ (١٨٠٤).
(٥) البخاري (٣٨٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>