للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والمشرق" وضبطه بعضهم، بكسرها، وأدخل في الباب قوله في الغائط، (شرقوا أو غربوا) فتأوله بعضهم أن معناه: إن أهل المشرق لا يمكنهم التشريق والتغريب، لأنهم إذا فعلوا ذلك استقبلوا القبلة بالغائط، وضبطه بالرفع أي: أن معنى قوله: والمشرق أي: التشريق قيل: لعله يعني من كان مشرقًا من مكة أو مغربًا، وأما من ضبطه: بالكسر فيجيء ذلك أيضًا أن قبلة أهل المدينة والشام يريد: ومن ورائهم من أهل المغرب، لأن الشام مغرب. وقد ذكره بنحو في ذلك في الحديث الآخر في قوله: وهم أهل المغرب على ما فسره به معاذ، أنهم أهل الشام، ثم عطف على ذلك المشرق، وأن حقيقة قبلة جميعهم ليست بمشرق ولا بمغرب، لكن تشريق أو تغريب.

وقوله: (فهو لليلةٍ رأيتموه) (١) كذا قيدناه عن التميمي، عن الجياني منونًا على حذف العائد على الليلة، أي: "لليلة رأيتموه فيها" لدلالة الكلام عليه. قال تعالى ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ [البقرة: ٤٨] أي: فيه، وضبطه بعضهم بغير تنوين على الإضافة إلى الفعل على تقدير المصدر أي: لليلة رؤيتكم، وضبطه بعضهم: بالفتح على [. . .] (٢).

وقوله: (فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان الشغل من رسول الله ، أو برسول الله ) (٣) كذا لجميعهم معناه أوجب ذلك الشغل، أو منعني الشغل. وقوله: (من رسول الله إن كانت الرواية أي؛ من أجله.

وقوله: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها) (٤) يصح هنا رفع الحسنة على الإبتداء، "وعشر" على الخبر، أو رفع الحسنة على ما لم يسم فاعله، "وعشرًا" منصوب على المفعول الثاني.

وفي مسلم: في باب صيام الدهر: عن أبي قتادة: (رجل أتى النبي ) (٥)


(١) مسلم (١٠٨٨).
(٢) بياض في المخطوطتين (أ، م) وكذا المطبوعة.
(٣) مسلم (١١٤٦).
(٤) مسلم (١١٥١).
(٥) مسلم (٧٠٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>