للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في خبر عائشة وأم سلمة (لقد رأيتهما ينقزان القرب على ظهورهما) (١) أكثر الروايات فيه فتح القرب. وقال الشيوخ: صوابه ضمه على الابتداء والقطع، وقد ذكرناه في حرف القاف وبينا وجه ذلك ومعناه، ومن رواه تنقزان، بضم أوله ووجه صواب الرواية بالنصب عليه، وأوضحنا معاني الوجهين بما يغني عن إعادته.

وقوله: (يقول الليلة النصفُ) (٢) الوجه هنا: الضم لأن النصف هنا صفة الليلة، وهو خبر لها، وليس بجثة فيمتنع أن يكون خبرًا عن المصادر، ويكون خبرًا له كقولهم: إن الليلة الهلال لأن الهلال جثة، فالوجه هنا النصب في الليلة أي: حدوث الهلال أو ظهوره.

وقوله: (أليس هذا خير له) (٣) كذا لكافة شيوخنا، وعند ابن جعفر (خيرًا) بالفتح:

وفي حديث حبيب: (لولا أن تظنوا ما بي جزع) (٤) كذا جاءت الرواية في البخاري في المغازي: بالضم، زاد في رواية ابن السكن (لأطلتهما) يعني الركعتين، ودل عليها في رواية الحذف الكلام، والوجه "جزعًا" نصب بالمفعول الثاني "لتظنوا" إلا على ما جاء في غير هذا الباب، (أن ما بي جزع) "ما" هنا هي المفعول الأول بمعنى الذي أي: تظنوا الذي أفعل من إطالتي لهما جزعًا مني من الموت وليست "ما" هنا نافية، إلا إذا صححنا رواية الرفع في جزع، وخرجنا له وجهًا فتكون نافية، ويكون مفعول تظنوا محذوفًا أي: تظنوا بي الجزع، وما بي جزع لا سيما على من لم يرو لأطلتهما.

وقوله: (صل في بيتي مكانًا أتخذه مصلى) (٥) بالسكون على جواب الأمر ضبطه بعضهم، وكذا قيده الجوهري، وضبطناه عن بعض شيوخنا: اتخذه، بالرفع، والجواب على هذا مضمر أي: فأتبرك به وشبهه.


(١) البخاري (٣٨١١).
(٢) مسلم (١٠٨٠).
(٣) الموطأ (١٦٨٨).
(٤) البخاري (٣٠٤٥).
(٥) البخاري (٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>