للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أمر عثمان بتحريق ما عدا المصحف المجمع عليه الذي وجه نسخه إلى الآفاق، وذكر ابن مسعود الغلول وتلا الآية. ثم قال: فغلوا المصاحف أي: أخفوها ولا تمكنوا من إحراقها، وفي طريق آخر: إني غال مصحفي فمن استطاع أن يغل مصحفه فليفعل فإن الله يقول: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: ١٦١] على قراءة من تأمروني أن أقرأ، على قراءة زيد بن ثابت، لقد أخذت من في رسول الله سبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابة يلعب مع الغلمان، وفي طريق آخر صبي من الصبيان، فبهذا التمام ينفهم مقصده بتلاوة الآية، وبذكر زيد، وتخصيصه ما ذكر من السور.

وفي باب سن النبي ومقامه بمكة، وقول ابن عباس فيه (بضع عشرة) (١) وقول عروة في ذلك (إنما أخذه من قول الشاعر) لم يزد يريد قوله: ثوى في قريش بضع عشرة حجة … يذكر لو يلقى صديقًا مؤاتيًا والشاعر أبو قيس صرمة بن أنس.

وقول حذيفة في الفتن: (وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه) (٢) كذا ذكره مسلم، وذكر البخاري: (قد يشتبه فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه) وفيه تلفيف أيضًا وإشكال لا يفهم المقصد، ونقص من ألفاظه. وفي رواية ابن السكن: كما لا يعرف الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه، وفيه إشكال أيضًا لم يتم به التمثيل قيل: وصوابه كما لا يذكر الرجل وجه الرجل، أو كما ينسى الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه.

وفي باب لا نذر في معصية (حتى تنتهي إلى العضباء، فلم ترغ قال: وناقة منوقة) (٣) كذا في جميع النسخ وصوابه قال: وهي ناقة، أو إذا هي ناقة أو


(١) مسلم (٢٣٥٠).
(٢) مسلم (٢٨٩١).
(٣) مسلم (١٦٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>