للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: وسنة نبينا، وجماعة من الثقات لم يذكروها. قال القاضي : والصحيح سقوطها بدليل بقية الحديث واستشهاده بالآية، ولأنه لا يوجد في الباب سنة سوى حديث فاطمة هذا، وفي العتق (١) عن علي بن حسين: فأعتق عبدًا قد أعطاه به ابن جعفر عشر آلاف أو ألف دينار، كذا روايتنا برفع ابن جعفر، وبزيادة أو بين العددين، وعند شيخنا الخشني: قد أعطى به ابن جعفر بالنصب، وعند بعضهم: عن ابن الحذّاء عشرة آلاف ألف دينار بغير أو، والرواية الأولى أصح وأشبه، وكذا رويناه في البخاري بغير خلاف. وفي ذبح الموت بعد قول أهل الجنة: هذا الموت فيُؤمر به فيذبح (٢). ثم يقال: يا أهل النار هل تعرفون هذا الحديث كذا عند العذري في رواية، وزيادة فيؤمر فيذبح هنا خطأ ووهم، وليس بموضعه بدليل ما بعده، وذكر ذبحه بعد هذا وبعد عرضه على أهل النار، وهناك موضعه الذي لم يختلف فيه، وعلى الصواب وإسقاط هذه الزيادة، رواية الجماعة في الصحيحين. وفي خبر سعد بن معاذ في الحكم في قريظة (٣)، فأرسل إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا قريبًا من المسجد قال رسول الله للأنصار: قوموا إلى سيدكم، كذا في جميع نسخ مسلم. قال بعضهم: ذكر المسجد هنا وهم، لأن النبي إنما كان محاصرًا بني قريظة، ولا مسجد هناك، وسعد إنما جاء من المسجد، والأشبه أن المسجد تصحيف من لفظ النبي وأن صوابه: فلما دنا من النبي كما رواه أبو داود بسند مسلم، عن شعبة، ورواه ابن أبي شيبة في مسنده الذي خرجه مسلم، فلما دنا من رسول الله ونحوه في سير ابن إسحاق. قال بعضهم: أو لعله مسجد خطه هناك لصلاته، وفي الشعر في هذه القصة:

ألا يا سعد سعد بني معاذ (٤)

كذا صوابه، وكذا رويناه إلا من طريق العذري، فرواه بإسقاط إلا، وعن السمرقندي: إن معاذًا هنا، وفي البيت بعده، وكله خطأ لا يتزن به الشعر، وفيه: فما فعلت قريظة والنظير، كذا الرواية، وصوابه: لما لقيت، وكذا رواه ابن إسحاق وغيره، وفي النهي عن الصلاة بعد العصر والصبح (٥): ابن عباس. سمعت غير واحد من أصحاب رسول الله منهم عمر، وكان أحبهم إليّ عمر: أن رسول الله الحديث، كذا لهم، وهو الصواب المعروف، وعند الطبري: وكان أحبهم إلى رسول الله عمر وهو وهم، وفي كتاب الأشربة (٦) في حديث ابن نمير: نهيتكم عن النبيذ إلا في السقاء فاشربوا أي: الأسقية كلها


(١) انظر مسلم في العتق حديث ٢٤.
(٢) انظر مسلم في صفة الجنة حديث ٤٠، ٤٣.
(٣) انظر مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٢٣، ١٢٧.
(٤) عجز البيت:
لما لقيت قريظة والنضيرُ
والبيت من الوافر، وهو لجبل بن جوال الثعلبي في سيرة ابن هشام ٣/ ٢١٧.
(٥) انظر مسلم في المسافرين حديث ٢٨٦.
(٦) انظر مسلم في الأشربة حديث ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>