للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعرب وأوجه، وهو قول سيبويه ووجهه. وأكثر روايات الشيوخ: الكسر على الوصف، والعرب تقول: كم رجل أفضل من زيد، تجعل أفضل خبرًا عن كم.

وقوله: وَلا نَقُولُ إِلَّا ما يُرْضِي رَبَّنَا (١): بنصب ربنا، وضم ياء يرضى، ورويناه أيضًا: بفتحها ورفع ربنا على الفاعل.

وقوله: مر على قبر منبوذ (٢)، رويناه بتنوين الراء، ومنبوذ صفة له، ومعناه ناحية من القبور، وروي بغير تنوين على الإضافة أي: بقبر لقيط. وقد ذكرناه في النون.

وقوله: مثل التنور: تتوقد تحته نار (٣)، كذا للقابسي برفع نار على الفاعل بيتوقد، وتحته منصوب على الظرف، ولغيره نارًا: بالنصب على التمييز، وتصحيح ذلك بأن يضبط تحته بالضم على الفاعل بتتوقد، وهذا أغرب الوجهين.

وقوله: في حديث الخوارج: خبت وخسرت (٤)، رويناه بالوجهين في تاء الضمير الرفع والفتح فالضم على معنى عدمت الخير وفاتني: وبالفتح: رواية الطبري.

وقوله: رأيت بقرًا تنحر، والله خيرًا فإذا هم المؤمنون (٥)، الرواية عند أكثرهم: برفع الهاء من اسم الله. قيل: هو الصواب أي: ثواب الله لهم، لو ما عند الله لهم ونحوه، وعند بعضهم: بالكسر وهو أصوب على القسم، لتحسين الرؤيا، ومعنى خير بعد ذلك أي: وذلك خير على التفاؤل في تأويل الرؤيا أو على التقديم والتأخير، فقد ذكر ابن هشام هذا الخبر فقال: ورأيت والله خيرًا. رأيت بقرًا تنحر.

وقوله: والله يبين أنه قسم.

وقوله: خيرًا يدل أن الخير من جملة الرؤيا، ومما رآه على هذا ويعضده قوله آخر الحديث: وإذا الخير: ما جاء الله به بعد يوم بدر، على ضم الدال، كذا رواية الكافة: بضم الدال وفتح الميم. قالوا: وهو الصواب. وضبطه بعضهم: بفتح الدال وكسر الميم، وهو عندي أظهر إذ جعلنا ذكر خير على التفاؤل أي: وإذا الذي رأيته وكرهته وتفاءَلت به الخير أو الثواب في الآخرة ما أصاب المسلمين بعد بدر بأحد.

وقوله: ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن (٦)، كذا عند كافة شيوخنا، وروى بعضهم: طارقًا على الاستثناء.

وقوله: أرأيتك جاريتك الثاني في أرأيتك مفتوحة وأغنت: كسرة الكاف بعدها بخطاب المؤنث عن كسرها، والكاف هنا للخطاب لا موضع لها من الإعراب.

وقوله: لكم أنتم أهل السفينة هجرتان (٧): بفتح اللام على الاختصاص، ويصح الكسر على البدل من الضمير في لكم، وقول جابر:


(١) انظر البخاري في الجنائز باب ٤٣، ومسلم في الفضائل حديث ٦٢.
(٢) انظر البخاري في الأذان باب ١٦١، والجنائز باب ٥٥، ٥٧، ٦٧.
(٣) انظر البخاري في الجنائز باب ٩٣.
(٤) انظر البخاري في الأطعمة باب ٢٣.
(٥) انظر البخاري في المناقب باب ٢٥، والمغازي باب ٢٦، والتعبير باب ٣٩، ومسلم في الرؤيا حديث ٢٠.
(٦) انظر مالك في الشعر حديث ١٠.
(٧) انظر البخاري في مناقب الأنصار باب ٣٧، والمغازي باب ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>