للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد، بنصب العبد، هو وجه الكلام فيها، ويبينه قوله في الباب الآخر: ولكن يلقيه النذر إلى القدر.

وقوله: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله، ضبطناه برفع قضاء على خبر المبتدأ أي: هذا قضاء الله، وبالفتح على الاختصاص، أو على المصدر، أو على المفعول بفعل مضمر أي: امضِ قضاء الله.

وقوله: ليس شيئًا أرصده لديني (١)، كذا للأصيلي بالفعل، ولغيره شيء بالضم، ووجه الفتح.

قوله: مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع (٢)، كذا لأكثر الرواة، وهو الوجه نصب على المفعول الثاني والأول ماله المذكور أول الحديث بهذه الصفة، ورواه الطرابلسي وبعضهم: شجاع: بالضم، وله وجه أي: مثل له هذا الشخص، ليعذبه بما ذكر في الحديث الآخر لبعض رواة البخاري مثل له: ماله شجاع: بالضم، ولا وجه له.

وقوله: كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس (٣)، ضبطناه: بالضم على العطف على كل، وحتى هنا عاطفة، وفيها أيضًا: الكسر عطفًا على شيء وليس حتى هنا غاية، وإن كان فيها مع عطفها معنى من ذلك، بمعنى المبالغة في عموم الأشياء ومنتهاها، ومثله قوله: قد شككوك في كل شيء حتى الصلاة (٤)، كذا لكافتهم، وصوابه: بالكسر على العطف، كما تقدم، وعند الأصيلي حتى في الصلاة. وفي باب: قبلة أهل المدينة والشام والمشرق: ليس في المشرق، ولا في المغرب قبلة (٥)، كذا قاله البخاري في ترجمته، وضبطه أكثرهم، بضم قاف، والمشرق وضبطه بعضهم، بكسرها، وأدخل في الباب قوله في الغائط، شرقوا أو غربوا، فتأوله بعضهم أن معناه: إن أهل المشرق لا يمكنهم التشريق والتغريب، لأنهم إذا فعلوا ذلك استقبلوا القبلة بالغائط، وضبطه بالرفع أي: أن معنى قوله: والمشرق أي: التشريق قيل: لعله يعني من كان مشرقًا من مكة أو مغربًا، وأما من ضبطه: بالكسر فيجيء ذلك أيضًا أن قبلة أهل المدينة والشام يريد: ومن ورائهم من أهل المغرب، لأن الشام مغرب.

وقد ذكره بنحو ذلك في الحديث الآخر في قوله: وهم أهل المغرب على ما فسره به معاذ، أنهم أهل الشام، ثم عطف على ذلك المشرق، وأن حقيقة قبلة جميعهم ليست بمشرق ولا بمغرب، لكن تشريق أو تغريب.

وقوله فهي ليلة رأيتموه (٦)، كذا قيدناه عن التميمي، عن الجياني منونًا على حذف العائد على الليلة، أي: لليلة رأيتموه فيها لدلالة الكلام عليه. قال تعالى ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ [البقرة: ٤٨] أي: فيه، وضبطه


(١) انظر البخاري في التمني باب ٢، والاستئذان باب ٣٠، والرقاق باب ١٤، ومسلم في الزكاة حديث ٣٢،٣١.
(٢) انظر البخاري في الزكاة باب ٣، وتفسير سورة ٣، باب ١٤، ومالك في الزكاة حديث ٢٢.
(٣) انظر مسلم في القدر حديث ١٨، ومالك في القدر حديث ٤.
(٤) انظر البخاري في الاستئذان باب ٣٨.
(٥) انظر البخاري في الصلاة باب ٢٩.
(٦) انظر البخاري في الصوم باب ٥، ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>