للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر، والصواب عندي نصب، بعد، وخفض قرنين به، ومفعول ذكر الجملة في قوله إن بعدكم وكرر. قال النبي بيانًا وبدلًا من ذكر النبي قبل. وعلى هذا يستقل الكلام وإن النبي ذكر. وقال ما ذكر مرتين أو ثلاثة التي شك فيها عمر: أن صفة الذين يأتون بعدهم كما جاء في الأحاديث الأخر، ثم يأتي قوم يشهدون، الحديث: إلا أن قوله هنا: بعدكم قيل: تغيير ووهم، وصوابه بعدهم بالهاء أي: بعد القرون المختارة التي ذكر، ولم يرد من يأتي بعد قرن الصحابة. قال القاضي : وقد يصح أي: بعد الخيار الذين الصحابة المخاطبون منهم.

وقوله: ففارقها فجرت السنة في المتلاعنين (١)، كذا جاء في كتاب الاعتصام، وتقويمه بنصب السنة.

وقوله: وأمرنا أمر العرب الأول، يروى: بفتح الهمزة وضم اللام، نعت للأمر، وبضم الهمزة وكسر اللام نعت للعرب. وقد ذكرناه في حرف الهمزة.

وقوله: ما منعك حين أشير إليك لم تصل (٢)، كذا ضبطه الأصيلي: بضم الراء، وهو وجه كذا وأولى من رواه: بفتحها وتكون الإشارة لغير النبي ، والإشارة إنما كانت من النبي ، بدليل الحديث الآخر: فأشار إليه أن أمكث مكانك، وفي باب: إذا انفلتت الدابة في الصلاة إني إن كنت أن أرجع مع دابتي أحب إلي (٣): بفتح الهمزة، في أن في الموضعين، وإن هنا أولى مع كنت بتقرير، كذا كوني في موضع البدل من الضمير في إني.

وقوله: ولو كراع شاة محرق (٤)، كذا هو في جل الروايات في الموطأ، وغيره من الرواة، منهم من يسكن القاف، ومنهم من يكسرها، وقد نصبها بعضهم فقيل: الإسكان على الوقف، ومن كسر فقيل: على خفض الجوار. وقيل: من العرب من يذكر الشاة، فجاء على الوصف لها، وأما الفتح فعلى وصف الكراع. وفي صدقة عمر في اجتماع نسب حسان وأبي طلحة قال: فهو يجامع حسان أبا طلحة بسقوط الواو وأبيًا إلى ستة آباء، كذا للمروزي والهروي، وعند القابسي في رواية: فهو يجامع حسان أبا طلحة، بسقوط الواو، ووجهه إن لم يكن وهمًا رفع نون حسان، ويكون فاعلًا بيجامع وأبا طلحة مفعوله. وفي أصل الأصيلي لغير المروزي فهو يجتمع حسان وأبو طلحة، وأبي برفع الجميع، وهو صواب أيضًا.

وقوله: في البيت المعمور إذا خرجوا لم يعودوا آخرها عليهم، كذا رويناه برفع راء آخر وفتحها، وقد ذكرناه في الهمزة والضم أوجه. وفي حديث: أخرج بعث النار فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألفًا (٥)، كذا لبعضهم: بالفتح فيهما، ووجه المفعول بأخرج المذكور أول الحديث، فإنه يخرج منكم، كذا رواه بعضهم برفعها على خبر إن واسم إن مضمر في


(١) انظر البخاري في الاعتصام باب ٥.
(٢) انظر البخاري في الصلح باب ١.
(٣) انظر البخاري في الصلاة باب ١١.
(٤) انظر مالك في صفة النبي حديث ٢٥، والصدقة حديث ٤.
(٥) انظر البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٧، وتفسير سورة ٢٢، باب ١، والرقاق باب ٤٥، ٤٦، والتوحيد باب ٣٢، ومسلم في الفتن حديث ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>