للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا التأويل مثل قوله: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر (١)، فالوجه فيه التأويل الأول، لا سيما مع قوله أول الحديث: يوذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر.

وقوله: منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر (٢). الخيف: بالرفع خبر منزلنا، ووجدته في بعض أصول شيوخنا الخيف: بالنصب، وكأنه تأول أنه مفعول بفتح [ … ] (٣) ويجعل الخبر فيما بعده وهو خطأ، وليس الفتح هنا مفعول، وإنما معناه حكم وكشف وأظهر والخيف بنفسه هو الموضع الذي تقاسموا فيه على الكفر، يريد في صحيفة قطيعة بني هاشم، وسقطت لفظة: إذا فتح الله عند ابن ماهان.

وقوله: ابعثها يعني البدن قيامًا سنة نبيكم (٤) نصب على الاختصاص.

وقوله: قطع في مجن ثمنه ثلاثة الدراهم (٥). كذا جاء في كتاب السرقة للأصيلي، ولغيره: دراهم، وهو الوجه لكن [ … ] (٦).

وقوله: لا أحدث به رهبته (٧) بالفتح على المصدر، كذا قيدناه على أبي بحر، وقد ذكرنا الخلاف فيه بمعنى من أجل رهبته.

وقوله: ساعتان تفتح لهما أبواب السماء، ثم قال: حضرة النداء، والصف في سبيل الله (٨)، كذا ضبطه الجياني ومتقنو شيوخنا، وهو الصواب عطفًا على حضرة، وخبر من عطفه على النداء، وهي الرواية عند أكثرهم.

وقوله: ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس (٩)، كذا ضبطه: بالفتح، ويصح الرفع على الفاعل أي: تكلم منه رجل بهذه الصفة. وقول عمر الحفصة عن عائشة: لا يغرّنك هذه التي أعجبها حسنها، حب رسول الله إياها (١٠)، كذا رواه البخاري في كتاب التفسير، وذكره في باب: حب الرجل بعض نسائه مثله، من رواية القابسي، ومن رواية غيره: وحب الواو، وكذلك عند مسلم من رواية ابن وهب، وهو بالواو بيّن لا إشكال فيه، والأول بمعناه وإعرابه مثله على العطف بغير الواو، فقد حكى المازني: أكلت لحمًا تمرًا سمكًا. وقيل: بل حب بدل اشتمال من حسنها.

وقوله مر كلب رمت ببعرة فلا أربعة أشهر وعشرًا (١١)، أربعة نصب على الإغراء أو إضمار


(١) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٢٩٩، ٣١١.
(٢) انظر البخاري في الحج باب ٤٥، ومناقب الأنصار باب ٣٩، والمغازي باب ٤٨، والتوحيد باب ٣١، ومسلم في الحج حديث ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٥.
(٣) بياض بالأصل.
(٤) انظر البخاري في الحج باب ١١٨.
(٥) انظر مسلم في الحدود حديث ٦، ومالك في الحدود حديث ٢١.
(٦) بياض بالأصل.
(٧) انظر مسلم في الفتن حديث ١١٩.
(٨) انظر مالك في النداء حديث ٧.
(٩) انظر البخاري في فضائل الصحابة باب ٥.
(١٠) تقدم الحديث مع تخريجه.
(١١) انظر البخاري في الطلاق باب ٤٧، ومالك في الطلاق حديث ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>