للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث، والله أعلم. وفي حديث عبد القيس من رواية يحيى بن أيوب، قول قتادة: نا من لقي ذلك الوفد، ثم قال: وذكر قتادة: أنا نضرة عن أبي سعيد يعني إنه سماه فيمن حدثه به عن أبي سعيد، وقد وقع مبينًا في كتاب سعيد بن منصور. قال سعيد: قال قتادة: فذكر أبو نضرة عن أبي سعيد. وفي حديث: لا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُور (١) حديث: محمد بن المثنى، وفيه قال أبو بكر ووكيع: نا إسرائيل، كذا للصدفي والسجزي وأكثرهم، ومعناه قال أبو بكر: ونا وكيع عطفه على من سمي قبله، وكذا وقع مبينًا في رواية السمرقندي وابن الحذاء. وفي حديث بلال: في المسح على الخفين والخمار، قال مسلم: وفي حديث عيسى بن يونس، حدثني الحكم، حدثني بلال، فهذا إشكال كثير، والحكم إنما يروي عن رجلين، عن بلال ومعنى هذا أنه أدخل المسند أولًا معنعنًا عن الحكم، وعن بلال، من غير رواية عيسى، ثم ذكر أن عيسى صرح فيه بالسماع فقال: أنا الحكم ولم يقل عن الحكم. وقال آخر الحديث: نا بلال ولم يقل عن بلال، وإلا فأين الحكم من بلال. وإنما روي في السند الأول عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال، وفي باب: الدعاء إثر الصلاة: نا شعبة عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، وخالد عن عبد الله بن الحارث، كلاهما عن عائشة. خالد هنا: مخفوض معطوف، على عاصم، وهما روياه عن عبد الله بن الحارث. وقال: كلاهما فيه عن عائشة، كذا تقويم هذا اللفظ. في الرؤيا، في حديث القعنبي: وليتعوذ من شرها، فإنها لن تضره. فقال: إن كنت لأرى الرؤيا الحديثة، كما جاء في مسلم مبهمًا قائل ذلك: أبو سلمة، وكذا جاء مفصلًا في غير موضع من هذه الأصول، ووقع هنا للسمرقندي. قال أبو بكر: إن كنت وهو وهم، وليس في سند القعنبي هذا. من كنيته أبو بكر حتى يصرف إليه مع ما ذكرناه.

وقوله: خلق آدم على صورته، أما في الحديث الذي لم يذكر فيه في كتاب السلام والاستئذان في البخاري وفي باب [ … ] (٢) كتاب مسلم، فالهاء عائدة على آدم أي: على خلقته وصورته التي خلقه عليها، أو على هيئته التي وجد عليها، ولم ينشأ في الأرحام، ولا انتقل في الأطوار، ولا كان من أبوين، ولا كان نطقة ثم علقة ثم مضغة كغيره، كما قال تعالى ﴿خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩] بدليل قوله في نفس الحديث: طوله ستون ذراعًا، هذا أحسن ما فيه. وفي الحديث تأويلات أخر للأئمة، قد ذكرناها في موضعها من هذا الكتاب، ومن شرح مسلم: وأما في الحديث الآخر، الذي ذكره مسلم في الذي رآه يضرب وجه عبده، فأظهر ما فيه أن الهاء عائدة على المضروب ووجهه، إن هذه الصورة التي شرفها الله، خلق عليها آدم وذريته.

وقوله: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة (٣)، يريد بالصورة التماثيل التي فيها الأرواح. قال القابسي: القائل يريد هو ابن عباس.


(١) انظر البخاري في الوضوء باب ٢، ومسلم في الطهارة حديث ١.
(٢) بياض بالأصل.
(٣) انظر البخاري في بدء الخلق باب ٧، ١٧، والمغازي باب ١٢، واللباس باب ٨٨، ٩٤، ومسلم في اللباس حديث ٨١، ٨٢، ٨٣، ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>