للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحدها.

وقوله: في الصيد: يعترض به الحاج أي: يترصدون به ويقصدون.

وقوله: في الترك: عراض الوجوه (١) يريد سعتها.

وقوله: كان يعرض عليه القرآن (٢): بفتح الياء وكسر الراء، ويعارضه القرآن (٣) يعني يقرأ عليه والعرض على العالم: بالفتح الذي تكلم عليه العلماء، وذكره البخاري من هذا، وهو قراءتك عليه في كتابك أو من صدرك، ومنه: فعرضت حديثها عليه، ومنه قوله: يعارضه، وعارضه القرآن.

وقوله: فأعرض بوجهه.

وقوله: ثم أعرض وأشاح (٤) ويعرض هذا ويعرض هذا، كله أن يصد عنه ويوليه جانبه ولا يلتفت إليه. يقال: منه أعرض بالألف. قال الله تعالى ﴿ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا﴾ [السجدة: ٢٢] ﴿أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ﴾ [فصلت: ٥١]، ومعنى أعرض وأشاح هنا أي: كأنه ناظر إلى النار التي كان يذكرها قبل، فأعرض عنها حذرًا منها، وهو معنى أشاح، وسيأتي تفسيره.

وقوله: أحدثك عن رسول الله ، وتعارض فيه (٥) أي: تخالفه، وتعترض عليه بمقال آخر تضاهيه به. والعَرَض بفتح العين والراء: ما أصاب من حوادث الدهر وإعراضه، وعرضه من الجنّ عارض، ومن المرض مثله. وفي حديث حسان الذي ذكره مسلم: عرضتها اللقاء (٦): بضم العين معناه: قصدها ومذهبها. يقال: أعرضت عرضه أي: نحوت نحوه، وقد يكون بمعنى صولتها في اللقاء، يقال: فلان عرضه لكذا أي: قوي عليه.

وقوله فيه:

فإن أبي ووالده وعرضي … لعرض محمد منكم وقاء (٧)

وقوله: أعراضكم حرام (٨)، وذكر عرض المسلم هذا عند الكافة، كل ما يذكر به الرجل، وينتقص به من أحواله وأموره وسلفه، وحسبه وأنكر هذا ابن قتيبة وقال: أما عرض الرجل نفسه لا سلفه، وفي شعر حسان الخلاف أيضًا ابن قتيبة يقول: أراد نفسه وابن الأنباري وغيره يقول: أراد بقية أسلافه الذين أذم وأمدح بسببهم.

وقوله: يبيح عقوبته وعرضه (٩) أي: ذمه وسبه على ذلك.


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٩٥.
(٢) أخرجه ابن ماجه في الصيام باب ٥٨.
(٣) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٦، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٨، ٩٩.
(٤) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٤٩، ٥١، ومسلم في الزكاة حديث ٦٨، ٦٩.
(٥) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٦١.
(٦) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٧.
(٧) البيت من الوافر، وهو في ديوان حسان بن ثابت ص ٧٦.
(٨) انظر البخاري في العلم باب ٩، ٣٧، والفتن باب ٨، والتوحيد باب ٢٤، والأضاحي باب ٥، والمغازي باب ٧٧، والحج باب ١٣٢، ومسلم في القسامة حديث ٢٩، ٣٠.
(٩) أخرجه البخاري في الاستقراض باب ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>