بشعره أي: آخذ به، ويحتمل أن يريد غالب به وعليه، ومنه الحديث الآخر: سبحان من تعطف بالعز، وقال به. قال الأزهري: أي: غلب به، ورأيت ابن الصابوني في شرحه ذكر هذه الكلمة قابل به: بالباء لا غير، وما رأيت أحدًا من شيوخنا ضبطها علينا، كذلك لكني وجدتها، كذلك عند بعض الرواة، فإن صحت فمعناه: يرجع إلى هذا أي: أخذته من قبلت القابلة الصبي إذا تلقته وأخذته، وقبلت الدلو من المستقى فأنا قابل، إذا أخذته منه، وصببته في القف، وبنحو من هذا فسره، لكن لا يتعدى قبل هنا بحرف جر، وقد جاء في الحديث به، ومثله: في حديث الصدقة وبلال قايل بثوبه: بياء باثنتين تحتها أي: باسطه، كما جاء في الحديث الآخر: باسط ثوبه ليلقين فيه الصدقة، ورواه بعضهم: بالباء من القبول على نحو ما تقدم. وفي حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم قال ابن عوف، نقول كما أمرنا الله، كذا في جميع نسخ مسلم. قال الوقشي: أراه نكون وبه يستقل الكلام، ألا ترى جوابه ﵊: أو غير ذلك تنافسون الحديث. وفي الدعاء: وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي، كذا لرواة الموطأ، وضبطه بعضهم وقوتي والأول أصوب بدليل ما قبله، وفي حديث عائشة: فانتهرتها فقالت: لاها الله ذا، كذا الرواية، وصوابه فقلت: لأن عائشة أخبرت عن هذا، وهي قائلة هذا الكلام، وفي حديث الأخدود: احموه فيها أو قيل له: اقتحم. قيل: صوابه قولوا له: اقتحم، وتقدم الكلام على احموه، وقول من قال: لعله أقحموه بدليل ما بعده، وفي باب السلم إلى أجل معلوم: أرسلني أبو بردة وعبد الله بن شداد إلى عبد الرحمن بن أبزى، وعبد الرحمن بن أوفى، فسألتهما عن السلف فقال: كنا نصيب المغانم مع رسول الله ﷺ، كذا عندهم، وعند الأصيلي. فقالا على التثنية وهو وهم لا يصح، إنما هو فقال مفرد من قول ابن أبي أوفى وحده، فإن ابن أبزى لم يدرك النبي ﷺ، وكذلك الخلاف بعد في قوله: فقال: ما كنا نسألهم عن ذلك، فإنما سأل ابن أبزى عن المسألة فوافق جواب ما قاله ابن أبي أوفى، كما جاء في الحديث الآخر، وفي الأدب: قال أبو كريب، وابن أبي عمر، قال أبو كريب: أنا، وقال ابن أبي عمر: نا واللفظ له: قالا نا مروان، كذا في الأصول، صوابه قالا عن مروان، أو قالا مروان، أو قال: يا مروان: ورجع إلى قول ابن أبي عمر، وكذا كان أيضًا في حاشية كتاب القاضي التميمي، ولا يصح أن يقول لهما لأن أبا كريب قد قال: أنا لم يقل نا لأنه قد تقدم لفظ كل واحد في روايته.
وقوله: في كتاب الأنبياء، في خبر ثمود: ذو عزة ومنعة في قومه، كذا للجرجاني، وللباقين: في قوة (١)، والأول أظهر وأوجه، وفي أول الباب تركته بمن معه لأنهم قومه، كذا عند الأصيلي وللباقين قوته، وهذا هنا أوجه من الأول، وفي كتاب الأنبياء في خبر مريم وعيسى في حديث ابن مقاتل: أن رجلًا من أهل خراسان قال للشعبي، فقال الشعبي، كذا لكافة الرواة، وعند الأصيلي: سأل الشعبي فقال الشعبي: وهو الوجه.
وقوله: إذا كان يوم القيامة، سميت بذلك لقيام الناس فيها. قال الله ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
(١) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١٧.