للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سراج: معنى الباء هنا مع، أي أقرت مع البر والزكاة، فصارت معهما مستوية. وقيل غير هذا، وسنذكره في حرف القاف. وفي حديث محمد بن رافع: كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة. كذا في جميع النسخ عن مسلم قيل: صوابه: بين الصفا والمروة. قال القاضي : وقد يصح أن تكون بمعنى في، أي في فنائهما أو أرضهما، ونطوف هنا بمعنى نسعى.

وقوله: بايعناه على أن لا نشرك إلى قوله: بالجنة إن فعلنا ذلك. كذا للسجزي وابن الحذّاء، وللجلودي: فالجنة. وكلاهما صحيح بمعنى، والهاء هنا باء البدل والعوض.

ومثله قوله في الوضوء للجمعة: فيها ونعمت. قيل: بالسنة أخذ ونعمت الخصلة الوضوء، وقيل: معناه: فبالرخصة أخذ، وهو أظهر لأن الذي ترك هو السنة وهو الغسل.

وقوله: بي الموت. أي حل بي وأصابني مثل الموت، وقوله: ليس بكِ على أهلكِ هوان (١): أي ليس يعلق بك ولا يصيبك هوان وعلى أهلك أي عليَّ، وأراد بالأهل هنا الزوج النبي ، وقوله: من بك. أي من أصابك، أو من فعل بك هذا، فحذف اختصاراً لدلالة الكلام عليه.

وقوله: أصبت أصاب الله بك (٢): أي هداك للصواب والحق وثبتك عليه، أو هداك لطريق الجنة وبلّغك إياها. وقوله: قل عربي نشأ بها.

مثله، على هذه الرواية الباء هنا بمعنى في، قيل: يعني في الحرب، ويحتمل بها ببلاد العرب.

وقوله: إنا لنبتاع الصاع بالصاعين (٣) وشبه هذا. قالوا: معناه هنا البدل، أي بدل الصاعين وعوضهما، ومثل هذا كثير.

وقوله في حديث صفية ودحية: ادعوه بها. أي ليأتي بها. وقوله: فوقصت بها دابتها (٤).

الباء هنا زائدة، أي وقصتها أي كسرتها. وقوله: في خبر المدينة في خبر الراعيين [فيجدا بها] وحوشاً (٥). أي فيها. ومثله قوله: وهو بمكة وبالجعرانة وبالمدينة وبخيبر. أي فيها على رأي بعضهم يعني المدينة. كذا عند بعض رواة البخاري، والذي عند باقيهم: [فيجدانها]: بالنون وهو وجه الكلام، والهاء عائدة على المدينة أيضاً، وقيل: على غنمهما.

وفي باب الصلاة عند مناهضة الحصون إن كان بها الفتح (٦). كذا عن القابسي، وعند الباقين: تهيأ. وهو الوجه أي تمكن واتفق، ويأتي في حرف الباء والهاء، وفي محاجة آدم وموسى في باب وفاته: بم تلومني (٧). كذا للأصيلي وهي هنا بمعنى اللام، أي لم تلومني ولأي سبب بعد ما علمت أن الله قد كتبه عليّ، وسيأتي هذا مبيناً في حرف الحاء والجيم. وفي رواية غيره: ثم. وهو أوجه وأليق بمساق


(١) أخرجه مسلم في الرضاع حديث ٤١، ٤٢، ومالك في النكاح حديث ١٤.
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٢٦٤.
(٣) أخرجه البخاري في الاعتصام باب ٢٠، ومسلم في المساقاة حديث ٩٤.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٢٦٥.
(٥) أخرجه البخاري في فضائل المدينة باب ٥، ومسلم في الحج حديث ٤٩٩.
(٦) أخرجه البخاري في الخوف باب ٤.
(٧) أخرجه أبو داود في السنة باب ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>