للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقرأوا. فمما يشكل ويوهم من هذه الألفاظ في هذه الأصول.

قوله: في حديث وفد ربيعة ونخبر به من وراءنا هذا: بفتح الميم فيها بغير خلاف.

وقوله: في الحديث: وأخبروا به من وراءكم، كذا هو في رواية ابن أبي شيبة: بالفتح، وفي رواية ابن مثنى وابن بشار من وراءكم: بالكسر، ومنه قوله: إني لأنظر من ورائي كما أبصر من بين يدي هذان: بالكسر والفتح، ورويناهما جميعًا على الاسم والحرف، وفي كتاب البخاري: في باب الخشوع في الصلاة: إني لأراكم من بعدي، ومن بعد ظهري، بالكسر عند الرواة، وسقط للمستملي لفظه بعد فعلى قوله: من بعدي أي: من ورائي، وكذلك من بعد ظهري، كما تقول من وراء ظهري، وكذلك على قوله: من ظهري، وقد يحتمل أن تكون من هنا بمعنى في، كما تقدم من معاني من. ومن ذلك قوله: لو اجتمع عليهم من بين أقطارها (١): بفتح الميم، وعن ابن ماهان، من أقطارها، وقول مسلم: آخر خطبته ويستنكره من بعدهم، كذا رويناه بالفتح في ترجمة الموطأ قوله: من سلم من ركعتين، كذا لأكثر الرواة، ولأبي عيسى في ركعتين، وهما بمعنى في هنا بمعنى من.

وقوله: في أهل الذمة: ويقاتل من ورائهم: بكسر الميم لا غير أي: يكلفوا القتال. قيل: وراء هنا بمعنى امام، وسنذكر الحرف في بابه، وكذلك أيضًا قوله في الإمام جُنَّة لمن خلفه، ويقاتل من ورائه: بكسر الميم. قيل: فيها من أمامه، والأظهر أنه على وجهه، لما جعلوه جنة وسترًا، نبه على الأتباع له والقتال في ظل سلطانه وجماعته، واللياذ إلى حمايته، كما يقاتل من وراء الترس.

وقوله: في حديث المنافقين، وقول ابن أبي ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] من حوله، وقول زهير، وهي قراءة من خفض حوله الرواية: بكسر من، وقد ذكرناه، والخلاف في ضبطه، وشرحناه في حرف الحاء، وفي مواقيت الصلاة.

وقوله: و ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ [الروم: ٣١] أنْهاكم من أربع، كذا للأصيلي، وللباقين على أربع وهما بمعنى. قال أهل العربية: من وعن سواء إلا في خصائص بينهما، سنذكرها في حرف العين، إن شاء الله، ومنه قولهم: سمعت منه الحديث، وسمعته عنه. وقالوا: انا فلان من فلان، وعن فلان ومنه قوله: سقط عن فرس. وربما قال: من فرس هما بمعنى. وفي باب: يهوي بالتكبير، كذا قال الزهري، ولك الحمد: حفظت من شقه الأيمن، كذا لهم، في جميع النسخ. قيل: وصوابه حفظت منه شقه الأيمن أي: حفظ من الزهري.

قوله: شقه الأيمن (٢) خلاف ما جاء عن ابن جريج بعد هذا.

قوله: ساقه الأيمن.

وقوله: في حديث ابن بشار، وعشرة آلاف من الطلقاء (٣)، كذا لجميع رواة البخاري وهو


(١) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١٩.
(٢) أخرجه البخاري في الأذان باب ٥١، ٨٢، ١٢٨، والتقصير باب ١٧، ومسلم في الصلاة حديث ٧٧، ٨١.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي باب ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>