{فجزاء مثل}، فقتل صلة، فالظاهر: أن قوله: {من النعم} بيان لها، فحمله على ذلك أولى من حمله على صفة المبتدأ.
٩٥٥٩ - وأما قراءة أهل الحرمين والشام، وهو قوله:(فجزاء مثل) بإضافة الجزاء إلى المثل، ففيه وجهان: إن شئت جعلت مثل على حقيقة إضافية؛ لأن جزاء مثل الشيء هو جزاء الشيء، ومثل هذا في القرآن، قال الله تعالى:{فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا}، وذلك لأنهم إذا آمنوا بمثل ما آمنا به، فقد آمنوا بما آمنا.
٩٥٦٠ - والوجه الثاني: أن المثل إضافة لفظية، والمراد بها: نفس الشيء، من ذلك قولهم: لا يحسن بمثلك أن يفعل كذا، وأن يصنع كذا وكذا، أي: أنت.
٩٥٦١ - وقوله: أنا أكرم مثلك، أي أنا اكرمك، ومثله قوله تعالى:{أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات} والمثل [والمثل] والشبه والشبه واحد، قال الشاعر:
مثلى لا يحسن قولا فيعفى
أي: أنا لا أحسن، مكانه.
٩٥٦٢ - قال: فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم، فهذا الذي تبيناه على القراءتين، يقتضي أن النعم صفة للمقتول لا للمثل، فسقط استدلالهم من الآية.
٩٥٦٣ - فإن قيل: النعم لا يتناول الوحش/.
٩٥٦٤ - قلنا: غلط، قال أبو عبيدة: النعم، يتناول الوحش، قال الله تعالى: