أقام بمكة [ثلاث] عشر سنة، فعلى هذا سنة في الخندق ثمان عشرة سنة.
١٤٣٣٠ - فإن قيل: قد روي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة عشر سنين، وروي: أنه أقام خمس عشرة سنة.
١٤٣٣١ - قلنا: الصحيح رواية ابن عباس، وقد استدل على ذلك بقول أبي قيس صرمة بن أبي أنس.
ثوى في قريش بضع عشرة حجة .... يذكر لو يلقى صديقا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه .... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
١٤٣٣٢ - على أ، كل واحدة من الروايات الثلاث لو صحت خالفت قولهم، إن كان أقام عشرا فسن ابن عمر كان ببدر إحدى عشر سنة وشهور؛ لأن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول، وبدرا في شهر رمضان من السنة الثانية، وإن صحت رواية ابن عباس خرج منها أنه كان يوم بدر في الخامس عشر، وإن صح أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة سنة فله في بدر سبع عشرة، وفي الخندق عشرون.
١٤٣٣٣ - وهذا الاضطراب في الرواية يدل على أن خبر نافع ليس بمضبوط، فلا يجوز الرجوع إليه.