للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٢٧٥ - قلنا: الذي يروى أنه قال: (إنما أمرك أن تطلقها لكل قرء تطليقة)، وهذه اللام تذكر، ويراد بها الماضي كقوله: (صوموا لرؤيته)، ويراد بها الاستقبال كقوله: (ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها).

٢٥٢٧٦ - ولأن أهل اللغة تكلموا في اشتقاق القرء، فمنهم من قال: إنه مأخوذ من الجمع يقول: قريت الماء في الحوض، أي جمعته، وكذلك القرآن سمى قرآنا لجمعه. قال الشاعر:

ذارعي (عيطل) أدماء بكر .... (هجان) اللون لم تقرأ جنينا

٢٥٢٧٧ - ويقولون: ما قرأت الناقة، أي ما اشتمل رحمها على ولد.

٢٥٢٧٨ - وقالوا: أنه مأخوذ من الوقت، وأنشدوا:

كرهت (العَقْرَ عَقْرَ) بني سليل .... إذا هبت لقارئها الرياح

٢٥٢٧٩ - وقد قيل: هو اسم الانتقال من شيء إلى شيء، وأنشدوا:

٢٥٢٨٠ - إذا ما الثريا وقد أقرا .... هـ حسن السما كان منها أفولا

٢٥٢٨١ - فإن إخذ من الجمع فهو الحيض؛ لأنه ذو أجزاء صح اجتماعه، وهذا لا يوجد في الطهر.

٢٥٢٨٢ - فإن قيل: الحيض يجتمع في أيام الطهر، ثم ينفصل في أيام الحيض.

٢٥٢٨٣ - قلنا: هذا دعوى لا دلالة عليها، ولأن هذا يقتضي أن يكون الاسم تناول الطهر لأجل الدم واجتماعه، فيكون كل واحد من الطهر أخذ من الوقت فيكون وقتًا لما يحدث فيه، والحادث هو الحيض، والطهر الأصل، فكان حمل الاسم على الدم الحادث أولى، وإن كان الاسم أخذ من الانتقال تناول الحيض والطهر على وجه واحد/، واقتضى تساويهما.

٢٥٢٨٤ - وقد ثبت باتفاقنا أن أحد الأمرين يترجح على الآخر؛ فما أدى إلى تساويهما ساقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>