ولأنها سجدة تفعل في حال الخطبة، فوجب أن تفعل فى حالة الصلاة، أصله سائر مواضع السجود. فإن منعوا الوصف دللنا عليه بما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا على المنبر سورة (ص) يوم الجمعة، فنزل وسجد. ولأنها سجدة اختصت بنبي من الأنبياء، كقوله تعالى:{واسجد واقترب}. ولأنها سجدة تفعل عند التلاوة، وكانت متعلقة بها، كسائر السجدات.
٢٨١٦ - احتجوا: بما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال]: (سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرا).
٢٨١٧ - والجواب: أن الشافعي روى هذا الخبر عن سفيان بن عيينة عن عمر ابن ذر، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا مرسل. ولأن ابن ذر تابعي كوفي، ومن أصلهم أن المراسيل لا تقبل.
٢٨١٨ - قالوا: أسنده الدارقطني.
٢٨١٩ - قلنا: رواه مسندا عن عبد الله بن رشيد الدمشقي عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال البستي: عبد الله بن مسلم بن رشيد