والحارث بن هشام. ثم قال:{ألا تقاتلون قومًا نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول [وهم بدءوكم أول مرة}. ونحن نعلم أن الذين هموا بإخراج الرسول] أهل مكة. ثم قال:{قاتلوهم يعذبهم الله بأييديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}. يعني خزاعة، فقد أمره تعالى بقتالهم، وأخبر أنه يعذبهم بأيديهم. قيل في التفسير: بالسيف، {ويخزهم} بالهزيمة. والظاهر أنه - صلى الله عليه وسلم - امتثل أمر الله ولم يترك القتال وهو يجد مقاتلًا. ويجوز أن يراد: تركوا القتال؛ لأن المقاتلة تكون بين اثنين، فإذا انهزموا لم يكن في أمانهم ترك أمر الله تعالى، والصلح قبل ذلك ترك أمر الله تعالى، وقد قال تعالى:{أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه}.
قيل: معناه: أتخشون قتالهم، فالله أحق أن تخشوه في مخالفة أمره. ويدل على ذلك من جهة السنة ما رواه أبو عبيد في كتاب الأموال قال: ثنا أبو النضر عن سليمان بن المغيرة قال: ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنه قال: يا معشر الأنصار، ألا أعلمكم بحديث. وذكر فتح مكة، ثم قال: أقبل - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة بن الجراح على الحسر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبته، فنظر فرآني فقال:(يا أبا هريرة). قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: اهتف لي بالأنصار، ولا [تأتني إلا بالأنصار]. فهتفت بهم، فجاءوا حتى أطافوا به، وقد وبشت قريش أوباشها وأتباعها، فلما أطافت الأنصار برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ([أترون] أوباش قريش وأتباعها، (ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى: