أصحابنا أخذوا الجزية من المجوس، ما أخذناهم منهم. فدل أنهما اعتقدا أنه لا كتاب لهم.
٣٠٤٦٨ - وقال عمر: ما أصنع بالطائفة التي ليست من أهل الكتاب. فشهد عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرف به من غيره.
٣٠٤٦٩ - ويدل عليه ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيصر:(بسم الله الرحمن الرحيم يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم). وكتب إلى كسرى:(تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم). والفرق بينهما يدل على ما قلناه.
٣٠٤٧٠ - ولأنه لو كان لهم كتاب، أحلت ذبائحهم وجاز مناكحتهم، فلما لم يجز ذلك دل على أنه لا كتاب لهم.
٣٠٤٧١ - احتجوا: بما روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: كان لهم كتاب يدرسونه وعلم يحفظونه، فرفع الكتاب ونزع ما في الصدور.
٣٠٤٧٢ - قلنا: إن الطحاوي قال: إن هذا لا يصح عن علي؛ لأنه خبر يدور على أبي سعيد بن المرزبان وليس ممن يحتج بحديثه. وقال أبو عبد الله: إنه نقل من وجه لا يثبت، ولو ثبت احتمل أن يكون لهم كتاب فيه علم [لم ينزل]، والكلام في كتاب منزل متفق على الإيمان به.
٣٠٤٧٣ - قالوا: تؤخذ منهم الجزية، فكانوا أهل كتاب كاليهود والنصارى.
٣٠٤٧٤ - قلنا: الأقيسة الشرعية لا تدل على وجود الدوار، والمعنى في اليهود والنصارى: أنه يجوز مناكحتهم وتؤكل ذبائحهم.
٣٠٤٧٥ - فإن قيل: من أصحابنا من قال: يجوز مناكحة المجوس.
٣٠٤٧٦ - قلنا: هذا قول يخالف السنة والإجماع، فلا يعتد به.
٣٠٤٧٧ - فأما السنة: فما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى مجوس البحرين يدعوهم إلى