للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقَالَ البيهقيّ: كان يرى الكرّامية.

ونقل صاحب «مرآة الزّمان» [١] عن الدّار الدّارَقُطْنِيّ أنه قَالَ: كان ابنُ قُتَيْبَةَ يميل إِلَى التشبيه.

وقَالَ أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي: مات ابنُ قُتَيْبَةَ فجأة، صاح صيحة سُمعَتْ من بُعْدٍ، ثم أُغْمِيَ عليه. وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إِلَى الظُّهْر، ثُمَّ اضطّرب ساعةً، ثُمَّ هدأ. فَمَا يزال يتشهّد إِلَى السَّحَر، ومات، سامحه الله. وذلك فِي رجب سنة ستٍّ وسبعين [٢] . وَالَّذِي قَيِل عَنْهُ فِي التّشبيه لم يصحّ، وإن صحَّ فالنّارُ أَوْلَى به. فَمَا فِي الدِّين مُحاباة.

وقَالَ مَسْعُود السّجزيّ: سمعتُ الحاكم يقول: أجمعت الُأمة على أنّ القُتَيْبِيّ كذّاب.

وهذه مجازفة بَشِعة من الحاكم. وما علمتُ أحدًا اتَّهم ابنُ قُتَيْبَةَ فِي نقْلٍ. مع أنّ أَبَا بَكْر الخطيب قد وثّقه.

وما أعلمُ أحدًا اجتمعت الأمّة على كَذِبه إلّا مُسَيْلمة والدّجّال. غير أن ابنُ قُتَيْبَةَ كثير النقل من الصُّحُف كَدَأب الإخباريّين. وَقَلَّ ما روى من الحديث.

وكان حَسَن البِزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولّاه ذو الرّئاستين مَظَالم البصرة.

[وبعد ثورة] [٣] الزَّنْج رجع إِلَى بغداد وأخذ يصنّف.

حمل عَنْهُ: قاسم بْن أَصْبغ، وغيره.

قَالَ حَمَّاد بْن هبة الله الحرّانيّ: سمعت أَبَا طاهر السِّلَفيّ يذكر على الحاكم فِي قوله: لا يجوز الرواية عن ابنُ قُتَيْبَةَ، ويقول: ابنُ قُتَيْبَةَ من الثِّقات وأهل السنة، لكنّ الحاكم قَصَدهُ لأجل المذهب.


[١] هو: يوسف قزأوغلي المعروف بسبط ابن الجوزي المتوفّى سنة ٦٥٤ هـ.
[٢] تاريخ بغداد ١٠/ ١٧٠، ١٧١، وورد أيضا أنه مات في ذي العقدة سنة سبعين ومائتين.
(١٠/ ١٧٠) والأول أصح. (المنتظم ٥/ ١٠٢) .
[٣] في الأصل بياض.