للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا ساق نسبه الخطيب [١] وقال: حدَّث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن يستصحب معه كتابًا. وكان صدوقًا ثبتًا ذا مِزَاحٍ ودُعابة، مشهورًا بذلك.

وقال أبو حامد بن الشَّرْقيّ: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذُّهَليّ في الزُّهْريّات، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الْجَزَرة، قَالَ: من الْجَزَرَةِ. فلُقّب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنْبريّ، عنه [٢] .

وقال الخطيب [٣] : هذا غلط، لأنّه لُقِّبَ بجَزَرَة في حداثته. أخبرنا المالينيّ، ثنا ابن عديّ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدِم علينا بعض الشّيوخ في الشّام، وكان عنده عن حُرَيْز بن عثمان، فقرأت عليه: حدَّثكم حُرَيْز قَالَ: كان لأبي أُمامة خَرزَة يرقي بها [المريض] ، فقلت: جَزَرَة. فلُقِّبَ: جَزَرَة [٤] .

وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه: سمعت أبا عليّ- وَسُئِلَ- لِمَ لُقِّبَ بجَزَرَة؟ فَقَالَ: قدِم عمر بن زُرَارَة الحَدثيّ بغداد، فاجتمع عليه خلْق، فلمّا كان عند فراغ المجلس سُئِلتُ: من أين سمعت؟ فَقَلت: من حديث الْجَزَرَةِ، فبَقِيَتْ عَلَيّ.

وقال خَلَف الخيّام: ثنا سهل بن شاذُوَيْه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ: لِمَ لُقبَ جَزَرَة، فَقَالَ: قدِم علينا عمر بن زُرَارَة فحدَّثهم حديثًا عن عبد الله بن بِشْر، أنّه كان له خرزَة للمريض، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحْتُ بالشّيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جَزَرَة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان، فبقي على حتّى السّاعة.

وقال البَرْقانيّ: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ قال: كان صالح ربّما


[١] في تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٢.
[٢] تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٢.
[٣] في تاريخه ٩/ ٣٢٢، ٣٢٣.
[٤] تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٣ والزيادة منه.