كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة تسع وثلاثمائة - مقتل الحلاج - ج: 23 - ص: 40

النّهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأَفْطري على المِلْح، وأذكُري ما أنكرتيه منه، فإنّي أسمع وأرى [١] .

قالت: وكنتُ نائمةً لَيْلَةٍ وهو قريب منّي، وابنته عندي، فما حسست به إلّا وقد غشيَني، فانتبهتُ فَزعةً فقلت: ما لك؟

قال: إنّما جئت لأوقظك للصّلاة [٢] .

وقالت لي بنته يومًا: اسجدي له.

فقلت: أَوَ يسجد أحدُ لغير الله؟ وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السّماء وإلهُ في الأرض [٣] .

وذكر القصّة إلى أن قال: فسلّمه حامد الوزير إلى صاحب الشرّطة وقال:

اضربه ألف سَوْط، فإنْ ماتَ فحُزّ رأسه وأحرِق جثَّته، وإنْ لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الْجِسْر. فَفُعِلَ به ذلك، وبعث برأسه إلى خُراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدّون أربعين يومًا ينتظرون رجوعه [٤] .

وزعم بعضهم أنّه لم يُقْتَلْ، وأنّ عدوًا له ألقي عليه شبهة [٥] .

وبعضهم ادَّعى أنّه راه في غد ذلك اليوم في طريق النّهْروان راكبًا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الّذين ظنُّوا أنّني أنا الّذي قتلت ما أنا ذاك [٦] .

---

[١] نشوار المحاضرة ٦/ ٨٩، تجارب الأمم ١/ ٧٨، العيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ٢٩٧، ٢٩٨، تاريخ بغداد ٨/ ١٣٤، ١٣٥.
[٢] نشوار المحاضرة ٦/ ٨١، ٨٢، تاريخ بغداد ٨/ ١٣٥.
[٣] نشوار المحاضرة ٦/ ٨٢، تجارب الأمم ١/ ٧٨، العيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ٢٩٨، تاريخ بغداد ٨/ ١٣٥.
[٤] نشوار المحاضرة ٦/ ٩١.
[٥] نشوار المحاضرة ٦/ ٩١، تجارب الأمم ١/ ٨٢، العيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ٣٠٢، تاريخ بغداد ٨/ ١٤١، الكامل في التاريخ ٨/ ١٢٩، وفيات الأعيان ٢/ ١٤٥، نهاية الأرب ٢٣/ ٦٠.
[٦] تكملة تاريخ الطبري ٢٥، نشوار المحاضرة ٦/ ٩١، ٩٢، تاريخ بغداد ٨/ ١٤١، الكامل في التاريخ ٨/ ١٢٩، وفيات الأعيان ٢/ ١٤٥، نهاية الأرب ٢٣/ ٦٠.