للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَسَكَتَ السَّائِلُ.

قُلْتُ: لَعَلَّ هَذِهِ فَضِيلَةٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ لَهُ ذَلِكَ زَكَاةً وَرَحْمَةً» . قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ حافظ خُراسان في زمانه: ثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النَّسائيّ [١] .

وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: مَن يصبر على ما يصبر عليه النَّسائيّ؟ كان عنده حديث ابن لَهِيعَة ترجمةً ترجمةً، يعني عن قُتَيبة، عنه، فما حدَّث بها [٢] .

وقال الدّارَقُطْنيّ: أبو عبد الرحمن مُقَدَّم على كلّ مَن يُذكر بهذا العلم مِن أهلِ عصره [٣] .

قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العَوّام السَعْديّ: ثنا أحمد بن شعيب النَّسائيّ: أنا إسحاق بن راهَوَيْه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك إنّ فلانًا يقول: مَن زعم أنّ قوله تعالى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ٢٠: ١٤ [٤] مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صَدَق.

قال النَّسائيّ: بهذا أقول.

وقال ابن طاهر المقدسيّ: سألت سعد بن عليّ الزّنجانيّ عن رجل فوثّقه، فقلت: قد ضعّفه النّسائيّ. فقال: يا بُنيّ إنّ لأبيّ عبد الرحمن شرطًا في الرّجال أشدّ من شرط البخاريّ ومسلم.

وقال محمد بن المظفّر الحافظ: سمعتُ مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النَّسائيّ في العبادة باللّيل والنّهار، وأنّه خرج إلى الغداء مع أمير مصر، فوُصف من شهامته وإقامته السُّنَن المأثورة في فِداء المسلمين، واحترازه عن مجالس


[١] تهذيب الكمال ١/ ٣٣٣.
[٢] التقييد ١٤١، تهذيب الكمال ١/ ٣٣٥.
[٣] المنتظم ٦/ ١٣١، التقييد ١٤٠، تهذيب الكمال ١/ ٣٣٤.
[٤] سورة طه، الآية ١٤.