للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِرُمَّةٍ- يَقُولُ: بِحَبْلٍ- فَقَالَ: يَا فَتَى، هَلْ أَنْتَ آخِذٌ بِهَذِهِ الرُّمَّة فَمُقَدِّمِي إِلَى هَذِهِ النِّسْوَةِ، حَتَّى أَقْضِيَ إِلَيْهِنَّ حَاجَةً، ثُمَّ تَصْنَعُونَ [بِي] [١] مَا بَدَا لَكُمْ؟

فَقُلْتُ: لَيَسِيرٌ مَا سَأَلْتَ. ثُمَّ أَخَذْتُ بِرُمَّتِهِ فَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ: اسْلَمِي [٢] حُبَيْشٌ، عَلَى نَفَدِ الْعَيْشِ. ثُمَّ قَالَ:

أَرَيْتَكِ [٣] إِنْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحَلْيَةَ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ

أَلَمْ يَكُ حَقًّا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ [٤]

فَلا ذَنْبَ لِي، قَدْ قُلْتُ، إِذْ أَهْلُنَا مَعًا ... أَثِيبِي [٥] بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ [٦]

أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ [٧] النَّوَى ... وَيَنْأَى الأَمِيرُ [٨] بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ

فَإِنِّيَ لا سِرًّا لَدَيَّ أَضَعْتُهُ ... وَلا رَاقَ عَيْنِي بَعْدَ وَجْهِكِ رَائِقُ

عَلَى أَنَّ مَا بِي لِلْعَشِيرَةِ شَاغِلٌ ... عَنِ اللَّهْوِ إِلا أَنْ تَكُونَ بَوائِقُ [٩]

فَقَالَتْ: وَأَنْتَ حُيِّيتَ عَشْرًا، وَسَبْعًا وِتْرًا، وثمانيا تترى. ثم قدّمناه فضربنا عنقه.


[١] زيادة من النسخة (ع) .
[٢] في الأصل وبقية النسخ: «أسلم» . والتصويب من سيرة ابن هشام ٤/ ١١١ وغيره. قال السهيليّ: ذكر قول الرجل للمرأة: أسلمي حبيش على نفد العيش. النفد: مصدر نفد إذا فني، وهو النفاد. وحبيش مرخّم من حبيشة. (الروض الأنف ٤/ ١٢١) وحبيشة هي معشوقة قائل الأبيات المذكورة.
[٣] في الأصل، ح: «أرأيت» . وفي (ع) : «أرأيتك» ، وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام وغيره.
[٤] الودائق: جمع وديقة، وهي شدّة الحرّ في الظهيرة. والإدلاج: السير ليلا.
[٥] في الأصل: أبيني: والتصحيح من ع، ح. وأثيبي: أفضلي بالثواب.
[٦] الصفائق: كالصوافق: الحوادث وصوارف الخطوب. الواحدة: صفيقة.
[٧] تشحط: تبعد.
[٨] في الأصل (ع) : الأمين، والمثبت من (ح) .
[٩] البوائق: جمع بائقة، وهي الداهية والبليّة تنزل بالقوم.
انظر الأبيات باختلاف في الألفاظ في: سيرة ابن هشام ٤/ ١١٢، طبقات ابن سعد ٢/ ١٤٩، المغازي للواقدي ٣/ ٨٧٩، تاريخ الطبري ٣/ ٦٩، عيون الأثر ٢/ ١٨٧، نهاية الأرب ١٧/ ٣٢٢، ٣٢٣، عيون التواريخ ١/ ٣١٧، السيرة لابن كثير ٣/ ٥٩٥، الأغاني ٧/ ٢٧٩ وفيه بيتان.