للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الدَّارَقُطْنيّ في «الضعفاء» : هُوَ مدلّس يخلّط ويسمع من بعض أصحابه عَنْ شيخ، ثمّ يُسقط ذِكْر صاحبه. وهو كثير الخطأ.

وقال أبو القاسم اللّالكائي: يُذكر أنّ الباغَنْديّ يسرد الحديث من حَفْظِه كَسْرد التّلاوة السريعة حتّى تسقط عمامته.

وسمعنا في «مُعْجَم ابن جُمَيْع» [١] قَالَ: ثنا أحمد بْن محمد بالأهواز، قَالَ:

كنّا عند إبراهيم بْن موسى الْجَوْزيّ، وعنده أبو بَكْر الباغَنْديّ ينتقي عَلَيْهِ، فقال لَهُ إبراهيم: هُوَ ذا تُضْجِرُني [٢] . أنت أكثر حديثًا منّي وأَحْفظ.

فقال لَهُ: قد حُبِّبَ إليّ هذا الحديث. حسْبُك إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم، فلم أقل لَهُ ادْعُ اللَّه لي، وقلت: يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ، مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: منصور منصور [٣] .

قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ إنّه سمع أبا بَكْر الباغَنْديّ أملى عليهم في الجامع في حديث: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ ٢٥: ٦٣ [٤] هُوِيًّا، بياء مشددة، صحفها.

تُوُفّي في ذي الحجّة من السنة في العشرين منه. وأوّل سماعه من أَبِيهِ سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين [٥] .

٨٠- محمد بن هارون بن حميد [٦] .


[١] هو: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (٣٠٥- ٤٠٢ هـ) نشرناه محقّقا، وطبع مرّتين ١٩٨٥ و ١٩٨٧.
[٢] في المنتظم ٦/ ١٩٤: «هو ذا تسخر بي» .
[٣] معجم الشيوخ لابن جميع ١٧٨ رقم ١٢٧، تاريخ بغداد ٣/ ٢١١، المنتظم ٦/ ١٩٤.
[٤] سورة الفرقان، الآية ٦٣.
[٥] وقال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر الباغندي كذّاب.
وقال عبدان: كنت أنا وفضلك الرازيّ، وجعفر بن الجنيد، والمعمري، فلحقنا الباغندي إلى دمشق وسبقنا إلى مصر بالدخول على البغال.
وقال ابن عديّ: وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث وكان مدلّسا يدلّس على ألوان وأرجو أنه لا يتعمّد الكذب. (الكامل ٦/ ٢٣٠٢) .
[٦] انظر عن (محمد بن هارون) في:
تاريخ جرجان ١٨٦، ٤٤٧، ٥١٣، وتاريخ بغداد ٣/ ٣٥٧ رقم ١٤٦٣، والأنساب ٥٠٨ ب،