للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما تدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بها ... كما تَلَوَّنُ فِي أثوابها الْغُولُ [١]

ولا تَمَسَّكُ [٢] بالعَهْد الَّذِي زَعَمت ... إلّا كما يُمْسِكُ الماءَ الغرابيل

فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّت وما وعدتْ ... إنّ الأمانيَّ والأحلامَ تضليل

كانت مواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلًا ... وما مواعيدُها إلّا الأباطيل

أرجو وآمُل أنَّ تدنو مودَّتُها ... وما إِخالُ لَدَيْنا منكِ تَنْويل

أمستْ سعاد بأرض لَا يُبَلّغها ... إلّا الْعِتَاقُ النَّجِيبات المَراسيل

ولن يبلّغها إلّا عُذَافِرَةٌ ... فيها عَلَى الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغيل [٣]

من كلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرى إذا عَرِقتْ ... عرضتها طامِسُ الأعلامِ مجهول [٤]

ترى الْغُيُوبَ بعينَيْ مُفْردٍ لَهَقٍ ... إذا توقّدتِ الحِزَّانُ وَالْمِيلُ [٥]

ضخْمٌ مُقَلَّدُها، فَعْمٌ [٦] مُقَيَّدُها ... فِي خَلْقها عَنْ بناتِ الْفَحْلِ تَفْضيل

غَلبْاءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرةٌ ... فِي دَفِّها سَعَةٌ قُدَّامُها مِيلُ [٧]

وجِلدُها من أَطُومٍ ما يُؤْيسُه ... طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ المَتْنَيْن مَهْزول [٨]

حَرْفٌ أبُوها أخُوها مِن مُهَجَّنَةٍ ... وعمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليل [٩]

يسعَى الوُشاةُ بدفيها [١٠] وقِيلُهُم ... إنَّكَ يا بْنَ أبي سُلْمَى لمقتول


[١] الغول: الداهية (ح) ومن معانيها كذلك: السّعلاة، وهو المقصود هنا.
[٢] في الأصل: «ولا تمسكت» . وأثبتنا لفظ ع، ح.
[٣] عذافرة: ناقة صلبة. والأين: الإعياء. والإرقال والتبغيل: ضربان من السير.
[٤] الذفرى: ما تحت الأذن. وعرضتها: من قولهم بعير عرضة السفر أي قوي عليه.
[٥] المفرد: بقر الوحش، شبه الناقة به. واللهق: الأبيض. والحزان: الحزن وهو الغليظ من الأرض.
[٦] الفعم: الممتلئ.
[٧] الغلباء: الغليظة الرقبة، والوجناء: العظيمة الوجنتين. وقدامها ميل: أي طويلة العنق.
[٨] الأطوم: الزرافة، يصف جلدها بالنعومة. والطلح: القراد، أي لملاسة جلدها لا يثبت عليه قراد.
[٩] الحرف: الناقة الضامر. ومهجنة: أي حمل عليها في صغرها. وقوداء: طويلة، وشمليل:
سريعة.
[١٠] كذا في الأصل، ح. وحرفت في ع إلى «فيها» . وبها يختل الوزن.