للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨٥- عُبَيْد الله المهديّ [١] .

أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عُبَيْد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذَّاب أدعى أنه من وَلد الحسن بن عليّ. والمحققون متفقون على أنه ليس بُحسَيْني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طباطبا العلويّ عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حَسَبي.

تُوُفّي عُبَيْد الله في ربيع الأوّل بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة.

قال أبو الحسن القابسيّ صاحب «الملخّص» رحمه الله: إنّ الّذين قتلهم عُبَيْد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابد وعالم ليردّهم عن التّرضّي عن الصّحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:

وأحَلَّ دار النحر في أغلاله ... مَن كان ذا تقوى وذا صلوات [٢]

ودفن جميعَهم في المُنَسْتِير [٣] وحولها. والمنستير بلسان الفرنج: المعبد الكبير،


[١] انظر عن (عبيد الله المهدي) في:
مروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) ٢٤٠٥، ٣٣٩٣، ٣٤٤٠، والعيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٢٧، ٤٤، ١٥٩، ١٦٠، ١٩٣، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان بن محمد (نظر فهرس الأعلام) ص ٢٩٧، وتاريخ أخبار القرامطة ٥٤، ٥٧، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٨٧، والحلّة السيراء ١/ ١٩٠- ١٩٤، والكامل في التاريخ ٨/ ٢٤ وما بعدها و ٢٨٤، والنجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ٢٣، ٣٤- ٣٦، ٨٦، ٩٧، والبيان المغرب ١/ ١٥٨ وما بعدها، والروضتين ١/ ٢٠١- ٢٠٣، ووفيات الأعيان ٣/ ١١٧- ١١٩، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٦٣ وما بعدها، والعبر ٢/ ١٩٣، ١٩٤، وسير أعلام النبلاء ١٥/ ١٤١- ١٥١ رقم ٦٥، ودول الإسلام ١/ ١٩٧، ١٩٨، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٦٦، ومرآة الجنان ٢/ ٢٨٥، ٢٨٦، والبداية والنهاية ١١/ ١٧٩، ١٨٠، وتاريخ ابن خلدون ٤/ ٣١- ٤٠، واتعاظ الحنفا ١/ ٧٤- ١٠٧، والمواعظ والاعتبار ١/ ٣٤٩- ٣٥١، والدرّة المضيّة ٢٢/ ٤٣، ٤٥، ٥١، ٥٢، ٦٦، ١١٠، ١١٢، ١١٣، ١١٥، ٥٤١، ومآثر الإنافة ١/ ٢٨١، ٢٨٥، وعيون الأخبار وفنون الآثار للداعي المطلق (السبع الخامس) ٨٩ وما بعدها، والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٤٦، ٢٤٧، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٤٥، وشذرات الذهب ٢/ ٢٩٤.
[٢] معالم الإيمان للدبّاغ ٣/ ٤١.
[٣] المنستير: موضع بين المهدية والسوسة بإفريقية. وهو خمسة قصور يحيط بها سور واحد كان يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم (معجم البلدان ٥/ ٢٠٩، ٢١٠) .