للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر الفَرْغانيّ الصّوفيّ، أستاذ أبي بكر الدّقيّ.

كان من المجتهدين في العبادة.

قال الدقّيّ: ما رأيت أحسن منه ممّن يُظْهر الغِنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعْلًا نظيفًا وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمسَ والسِّتَّ [١] .

وقال أحمد بن عليّ الرُّسْتُميّ: كان يسيحُ ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهي دُخول بلدٍ تنظَّف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فُيصلّي ويطرحه بين يديه، يوهم أنُه تاجر.

وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدّقّيّ: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلتُ الدَّير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوام كأنهم نُشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلة يفخرون بذلكً.

فقلتُ لهم: كم صبر مِسيحيُّكم هذا؟

قالوا: ثلاثين يومًا.

وكنتُ قاعدًا في وسطَ الدَّيْرِ، فلم أزل جالسًا أربعين يومًا لم آكل ولم أشرب، فخرج إليّ مطرانهم قال: يا هذا، قُم فَقَدْ أفسدت قلوبَ كلّ من في الدَّيْرِ.

فقلت: حتّى أُتِمّ ستّين يومًا. فألحوا عليَّ فخرجتُ.

٢٤- محمد بن إسماعيل القُرطبيّ النَّحْويّ [٢] .

ويعرُف بالحكيم.

سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسَرَّة، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ، ومطرف بن قيس.

وكان عالما بالنحو والحساب، لطيف النّظر، مثيرا للمعاني.


[١] أي يصوم خمسة وستة أيام.
[٢] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
طبقات اللغويين والنحويين للزبيدي ٣٠٠، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ ٢/ ٥٢ رقم ١٢٣٢، وبغية الوعاة ١/ ٥٥ رقم ٩٧.