للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجازفات، حتى كان يقول: حدَّثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا مجازفة.

وكان مقَّدمًا في الشّيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كلّ من تُكلِّم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه.

وقال البرقانيّ: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟

قال: الإكثار بالمناكير [١] .

وقال السّلميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدّين بقوي، ولا أزيد عَلَى هَذَا.

وقال حَمْزَةُ بْن محمد بْن طاهر: سمعتُ الدّار الدَّارَقُطْنِيّ يقول: ابن عقدة رجل سوء.

وقال أبو عمر بن حيويْه: كان ابن عقدة يُمْلِي مثالبَ الصّحابة، أو قال:

الشيخين، فتركتُ حديثه.

وقال عبدان الأهوازيّ: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يُذكر معهم. يعني لما كان يُظهْر من الكثرة.

وتكلَّم فيه مطيَّن.

وقال ابن عديّ: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنّه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا ويأمرهم أن يرووها، ثمّ يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ [٢] .

وسمعت محمد بن محمد الباغنديّ يحكي فيه شبيهًا بهذا، وقال: كتب إلينا أنهّ قد خرج بالكوفة شيخ عنده نُسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشَّيْخَ وطالبناه بأصول ما يرويه.

فقال: ليس عندي أصلُ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسّخ، وقال: اروه يكُن لك فيه ذِكر، ويُرْحل إليك [٣] .


[١] تاريخ دمشق ٥/ ١٨.
[٢] تاريخ بغداد ٥/ ٢١.
[٣] المصدر نفسه.