للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قوله: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ ٥: ١٨ [١] .

وقال: ما قلت: الله، قطّ، إلا واستغفرت الله من قولي الله [٢] .

قال جعفر الخُلْديّ: أحسن أحوال الشبليّ أن يقال فِيهِ مجنون، يُريد أنّه كثير الشطح، والمجنون رُفع عنه القلم.

وقال السُّلميّ: سمعت أبا بكر الأبهريّ يقول: سمعت الشّبليّ يقول:

الانبساط بالقول مع الله تَرْك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد.

وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة [٣] .

وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة. فصاحَ يومًا فتشوَّش الخلْق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبليّ وجاء إليهم، فلمّا رآه أبو عمران أجلسه بجنبه، فأراد بعضُ أصحابه أن يُرِيَ الناس أن الشبليّ جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دَم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع؟

فأجاب الشبليّ بثمانية عشر جوابًا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: مِن الأجوبة ستة ما كنتُ أعرفها.

رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريّا، عن أحمد ابن عطاء [٤] .

وقيل: إنه أنشد:

يقول خليلي: كيف صبرُكَ عنهم؟ ... فقلتُ: وهل صبر فيسأل عن كيف

بقلبي جَوَيً [٥] أذْكَى من النّار حَرُّهُ ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف [٦]

وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقَّق العارف بما يبدو له؟

فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئنّ إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الباطن الظّاهر. ثم أنشد:


[١] سورة المائدة، الآية ١٨، والخبر في: تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٢.
[٢] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٠.
[٣] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٣.
[٤] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٣.
[٥] في تاريخ بغداد: «هوى» .
[٦] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٤.