للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: بئس ما قال شيخنا أبو عليّ: دخلتُ عليه وبين يديه كتاب «الشُّفْعَة» ، وفيه: عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزُّهْريّ. فقلت: قطع اللَّه يد مَن كتب هذا ومن يحُدث به. ما حدَّث به أبو إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجِشُون.

قال: فما زال يُداريني حتّى أخذ الكتاب منّي وأنصرفت. فلما أصبحت دقّ غلامه الباب، فخرجتُ إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواع من البِرّ.

ورأيت مرّةً في كتابه: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَمَّالِ، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ» .

وكان يكذب [١] .

وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيّام، وعُزِل.

وقد حدَّث في أيّام الحربيّ إبراهيم [٢] بن إسحاق سنة نَيفٍ وثمانين.

ومولده سنة ستيّن ومائتين.

قال أبو عبد الرحمن السّلميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ عن عمر بن الأُشْنانيّ فقال: سعيد.

توفي في ذي الحجّة.

٢٩٠- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن منير [٣] .

أبو بكر بن أبي الأصبغ الحرّانيّ، إمام جامع عَمْرو بن العاص، ونزيل مصر.


[١] تاريخ بغداد ١١/ ٢٣٨.
[٢] وقال الخطيب: «تحديث ابن الأشناني في حياة إبراهيم الحربي له فيه أعظم الفخر وأكبر الشرف، وفيه دليل على أنه كان في أعين الناس عظيما، ومحلّه كان عندهم جليلا ... وهذا رجل من جلّة الناس، ومن أصحاب الحديث المجوّدين، وأحد الحفّاظ له، وحسن المذاكرة بالأخبار، وكان قبل هذا يتولّى القضاء بنواحي الشام، ويستخلف الكفاة، ولم يخرج عن الحضرة، وتقلّد الحسبة ببغداد، وقد حدّث حديثا كثيرا، وحمل الناس عنه قديما وحديثا» .
(تاريخ بغداد ١١/ ٢٣٧، ٢٣٨) .
[٣] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية ٢/ ٦٨ رقم ٢٧٤٢.